أمورهم ورفع إليه أن الحوانيت والمستغلات التى بناها المكتفى في رحبة باب الطاق أضرت بالضعفاء إذ كانوا يقعدون فيها لتجاراتهم بلا أجرة لانها أفنية واسعة فسأل عن غلتها فقيل له تغل ألف دينار في كل شهر فقال وما مقدار هذا في صلاح المسلمين واستجلاب حسن دعائهم فأمر بهدمها وإعادتها إلى ما كانت عليه ولم يل الخلافة من بنى العباس أصغر سنا من المقتدر فاستقل بالامور ونهض بها واستصلح إلى الخاصة والعامة وتحبب إليها ولولا التحكم عليه في كثير من الامور لكان الناس معه في عيش رغد ولكن أمه وغيرها من حاشيته كانوا يفسدون كثيرا من أمره (وفى هذه السنة) كانت وقعة عج بن حاج مع الجند بمنى في اليوم الثاني من أيام منى وقتل بينهم جماعة وهرب الناس الذين كانوا بمنى إلى بستان ابن عامر وانتهب الجند مضرب أبى عدنان وأصاب المنصرفين من الحاج في منصرفهم ببعض الطريق عطش حتى مات منهم جماعة قال الطبري سمعت بعض من يحكى أن الرجل كان يبول في كفه ثم يشربه (وحج) بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك
ثم دخلت سنة 296 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس
فمن ذلك ما كان من اجتماع جماعة من القواد والكتاب والقضاة على خلع جعفر المقتدر وكانوا قد تناظروا وتآمروا عند موت المكتفى على من يقدمونه للخلافة وأجمع رأيهم على عبد الله بن المعتز فأحضروه وناظروه في تقلدها فأجابهم إلى تولى الامر على أن لا يكون في ذلك سفك دماء ولا حرب فأخبروه أن الامر يسلم إليه عفوا وأن من وراءهم من الجند والقواد والكتاب قد رضوا به فبايعهم على ذلك سرا وكان الرأس في هذا الامر العباس بن الحسن الوزير ومحمد بن داود
صفحہ 18