الله عليه وآله وسلم غسلا يغتسل به من الجنابة فأكفأ الإناء بشماله على يمينه فغسل كفيه ثم أفاض الماء على فرجه فغسله، ثم دلك يده ثم تمضمض واستنشق وغسل وجهه وذراعيه، ثم أفاض الماء على رأسه، ثم أفاض على سائر جسده الماء، ثم تنحى فغسل رجليه.
(خبر) وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أما أنا فأحثي على رأسي ثلاث حثيات فإذا أنا قد تطهرت)).
(خبر) وعن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن سأله عن غسل الجنابة: ((تصب على يدك قبل أن تدخل يدك في إنائك، ثم تضرب بيدك إلى مراقك فتنقى، ثم تضرب بيدك الأرض ثم تصب عليها الماء، ثم تمضمض وتستنشق ثلاثا وتغسل وجهك وذراعيك ثلاثا، وتمسح رأسك وتغسل قدميك، وتفيض الماء على جانبيك، وتدلك من جسدك ما نالت يدك)) الخبر الأول حكاية فعل ولم يذكر فيه وجوب دلك الجسد، والخبر الثاني لا ظاهر له ولم يذكر فيه وجوب دلك الجسد أيضا، والخبر الثالث أفاد وجوب الدلك، وأورده على وجه تعليم السائل كيفية الاغتسال، فدل على وجوب دلك ما نالت يد المغتسل من جسده، يزيده قوة.
(خبر) وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((تحت كل شعرة جنابة، فبلوا الشعر، وانقوا البشر، والإنقاء لا يحصل إلا بالدلك)) فدل على وجوبه على المغتسل أينما بلغت يداه من جسده وما أفاد الخبران.
(خبر) علي عليه السلام وخبر ميمونة (رضي الله عنها) من وجوب الترتيب يحمل على الاستحباب؛ لأن الإجماع منعقد على أنه لا يجب الترتيب في الاغتسال فلم يبق إلا أن يحمل على الاستحباب، والله الهادي.
فصل
اختلف أئمتنا (عليهم السلام) على ثلاثة أقوال:
صفحہ 55