282

الطبیعیات من کتاب الشفاء

الطبيعيات من كتاب الشفاء

اصناف

يمكن أن يكون الخط المستقيم المعين المشار إليه الذي عليه هذه الحركة المستقيمة وترا لقسى (1) غير متشابهة (2) لا نهاية لها بالقوة ، لكن (3) ضد هذا الواحد واحد فقط ، وهو الذي (4) فى غاية البعد عنه ، ويمكن أن يبين (5) بهذا أيضا أن صورة الاستقامة والاستدارة لا تتضاد تضادا جنسيا ، لأنه إن كان مطلق الاستقامة مضادا لمطلق الاستدارة ، كان أيضا هذا المستقيم يضاده (6) هذا المستدير بعينه ، إذ لا يجوز أن يكون هذا الواحد يقابله (7) إلا واحد (8) بعينه ، لأن ما هو أبعد عن هذا الواحد فى طبيعة الخلاف فو واحد ، فإن لا أبعد فلا ضد. وهذا الشخص لما لم يكن متكثرا بالعدد لم يجز أن يكون ضده معنى عاميا متكثرا ، فيسقط (9) بهذا قول من قال : إن هذه (10) الحركات القوسية الكثيرة يجوز أن تكون مضادة للمستقيمة الواحدة.

قال (11) وإن كان ضد الواحد واحدا ، فهذه الكثرة هى من حيث هى (12) مستديرة كشيء واحد. فإن هذا (13) القول خطأ ، وذلك لأن ضد الواحد بالعموم (14) واحد بالعموم ، متكثر الشخص ليس (15) ضد الواحد بالعموم واحدا بالشخص (16)، فليس ضد جميع تلك المستديرات المتفقة فى معنى الاستدارة هذا (17) المستقيم الواحد بالشخص ، بل الأولى أن تكون (18) المستديرات ليست كأشخاص من نوع واحد ، بل (19) كل واحد منها قوس (20) من دائرة أخرى ، انعطافها وانحدابها انعطاف وانحداب آخر. ولا يبعد أن تكون (21) الدوائر المتفقة فى النوع هى التي تتكثر بالعدد ولا تختلف فى الاحد يداب ، فيكون لا جواز مطابقة فيما بينها بوجه من الوجوه.

ويمثل هذا ما اختلف المستقيم (22) والمستدير (23)، وإن (24) اتفقا من حيث أنهما خطان ممتدان ، فلا يبعد أن يختلف نوعا القوسين اللذين لا ينطبق أحدهما على الآخر ، وإن اتفقا فى أنهما مستديران محدود بان ، فكيف تكون تلك القسى المختلفة كلها مضادة لشخص واحد. ويسقط أيضا سؤال من قال ليكن (25) بين المستقيم والمستدير مضادة جنسية ، وبين المستقيمين مضادة نوعية ، بأن يقال : إنا لا نمنع (26) أن يكون للشيء الواحد أضداد (27) من جهات كانت جنسية أو كانت نوعية (28)، وذلك لأن الشيء يضاد الشيء (29) فى طبيعة ذاته ، وقد يضاده فى أعراض وأحوال. ونحن لا نمنع أن

صفحہ 286