271

الطبیعیات من کتاب الشفاء

الطبيعيات من كتاب الشفاء

اصناف

وانحدار ، وأسفله مستو متشابه مسطح أو مقبب ، وفيه ماء يسيل ، من غير أن تكون هناك علة تموج من ريح أو اختلاف أجزاء قرار ، أو غير ذلك ، فإنك تحسب ذلك الماء ماء واحدا بعينه راكدا ساكنا ، إذ لا يمكنك (1) أن تحس بفصول بين (2) جزء (3) عداك وجزء (4) وصل إلى سمتك. وكذلك إذا لم يحس بفصول الاستحالة فى الظلمة أو الضوء (5) لاتصال الأمر ، حسبت أن الظلمة والضوء هو ذلك بعينه. وأما التشكك الذي يقال فى هذا ، وهو أنه إن لم يكن واحدا فهو إذن كثير ، ولا يجوز أن يكون (6) كثيرا غير متناه يكون كثيرا متناهيا ، فلا يخلو (7) إما أن يكون كل واحد من ذلك الكثير لا يبقى إلا آنا وقد كان يرى موجودا على الاتصال ، فتكون الآنات المتناهية يتألف منها زمان متصل واحد ، وهذا محال. أو يكون (8) كل واحد منها يبقى زمانا مع سيلان الموضوع ، هذا ما ينكرونه (9)، فيجب أن نعرف حله من الأصول التي تحققتها (10).

وبعد هذا فقد تشكك (11) فى أمر الحركة السماوية بتشكك (12) يناسب الشكوك التي ذكرناها ، وإن كان متغير (13) عنها يسيرا ، فقيل (14) إنها لا تخلو إما أن تكون واحدة أو تكون كثيرة (15)، فإن كانت واحدة فكيف تكون واحدة وليست بتامة ، فإنا نجد منها شيئا خارجا منها لم يحصل بعد وكل واحد تام ، وإن كانت كثيرة فكيف نقول عددها وما آحادها (16). فنقول : أما الحركة بالمعنى الذي نقوله فهى واحدة باقيه فيه أبدا ما تحرك ، وأما الذي (17) بمعنى القطع فيشبه أن تكون كل دورة حركة واحدة (18)، إلا أن الدورات (19) لا تتحدد إلا بالوضع.

وإذ قد فرغنا من الكلام فى وحدة الحركة ، فبالحرى أن نتكلم فى التقايس الذي يكون بين الحركات فى سرعتها وبطؤها ، وهو المعنى الذي يسمى مضام (20) الحركات.

صفحہ 275