متشابهة ، والخلاء الذي هى فيه (1) متشابه (2). ومن العجائب أيضا أن يكون جزء واحد يأخذ يمنة ، وجزء آخر يأخذ (3) يسرة ، وحكم الجزءين فى الطبيعة واحد (4)، وما فيه الحركة غير مختلف (5).

فمن هذه الأشياء تبين أن الخلاء لا معنى له ، وأن هذه الآلاف السراقة والزراقة إنما تكون فيها أمور خارجة عن المجرى الطبيعى ، لأجل امتناع (6) وجود الخلاء ، ووجوب تلازم صفائح الأجسام إلا عند افتراق تسرى ، يكون مع بدل ملاق ، عوضا عن المفارق بلا زمان يخلو فيه سطح ، عن سطح يلاقيه. فإذا كانت (7) صفيحة (8) الماء الذي فى السراقة تلزم بالطبع صفيحة (9) جسم يلاقيه كسطح الإصبع ، فيلزم أن يكون محبوسا عن النزول عند احتباس ذلك السطح (10) معوقا (11) عن النزول معه فلزم (12) أن يقف ضرورة ، ولو جاز أن يكون خلاء وافتراق (13) سطوح لا عن بدل لنزل ، ولذلك (14) ما صح انجذاب الماء فى الزراقة للزوم ما قد نزل من طرفيه للطرف الثاني ، وامتناع الانقطاع فى البين المؤدى إلى وجود الخلاء وطاعة الممتصات للمص. ولذلك (15) ما أمكن رفع ثقل كبير بقدح صغير مهندم عليه وأشياء أحر من الحيل العجيبة التي تتم بامتناع وجود الخلاء.

صفحہ 136