لا تكون موضوعا بذلك المعنى البتة ، هذا ومن جهة أنها مشتركة للصور كلها تسمى مادة وطينة ، ولأنها تنحل (1) إليها بالتحليل (2). فتكون (3) هى الجزء (4) البسيط القابل للصورة من جملة المركب تسمى اسطقسا ، وكذلك كل ما يجرى فى ذلك مجراها ، ولأنها يبتدئ منها التركيب فى هذا المعنى بعينه تسمى عنصرا ، وكذلك كل ما يجرى فى ذلك مجراها (5) وكأنها (6) إذا ابتدئ منها تسمى عنصرا وإذا ابتدئ من المركب وانتهى إليها تسمى اسطقسا ، إذ الاسطقس هو أبسط أجزاء المركب.
فهذه هى المبادئ (7) الداخلة فى قوام الجسم. وللجسم مبادئ فاعلة (8) وغائبة.
والفاعلة (9) هى التي طبعت الصورة التي للأجسام فى مادتها ، فقومت المادة بالصورة وقومت منهما (10) المركب (11) يفعل بصورته وينفعل بمادته.
والغائية هى التي لأجلها ما طبعت هذه الصور فى المواد (12).
ولما كان كلامنا هاهنا فى المبادئ المشتركة ، فيكون (13) الفاعل المأخوذ هاهنا هو المشترك ، والغاية المعبرة (14) هاهنا هى المشترك (15) فيها. والمشترك (16) فيه هاهنا يعقل على نحوين : أحدهما أن يكون الفاعل مشتركا فيه على أنه يفعل الفعل الأول الذي يترتب عليه سائر الأفاعيل ، كالذى يفيد المادة الأولى الصورة (17) الجسمية الأولى إن كان شيء كذلك على ما نعلمه فى موضعه فيكون يفيد (18) الأصل الأول ، ثم من بعد ذلك يتم كون ما بعده ، وتكون الغاية مشتركا فيها بأنها الغاية التي يؤمها (19) جميع الأمور الطبيعية إن كانت غاية لذلك (20) (21)، على ما نعلمه فى موضعه. وهذا نحو.
والنحو الآخر أن يكون المشترك (22) فيه (23) بنحو العموم كالفاعل الكلى المقول على كل واحدة من الفاعلات الجزئية للأمور الجزئية والغاية الكلية المقولة على كل واحدة (24) من الغايات الجزئية للأمور الجزئية.
صفحہ 15