ولكن المفسرون يتبلبلون فى ذلك بسبب اضطرارهم بالتفرقة بين الصور والأعراض الدالة على التفرقة بين الصور الطبيعية لهذه الأجرام وبين كيفياتها. ولظنهم أن هذه الكيفيات كلها أو بعضها صور لهذه الأجرام، مع أنها تقبل الاشتداد والضعف، فيقول أمثلهم طريقه: إن كيفياتها تكون محفوظة ومكسورة السورات، فتكون الأجسام بالقوة خوالص.
فلننظر فى قولها هذا، فنقول: لا يخلو إما يعنوا بها، وهى مثلا ماء وأرض ثابتة بالقوة، ماء وأرضا، او على حكم كمالات الماء والأرض.
فإن جعلوها بالقوة ماء وأرضا فقد فسدت. لسكنهم يقولون إنها لا تفسد؛ بل سوراتها تنكسر وحمياتها تضعف .ومع ذلك فإن بعضهم يرى أن النار العنصرية غير ذات سورة. ولا محالة أن سوراتها تنكسر بتغير. وذلك التغير إما أن يكون لسلخ الماء، مثلا، الصورة المائية، حتى يصير لا ماء، أو مع بقاء الصورة المائية حتى يكون الماء ماء والأرض أرضا. فإن صارت بهذا التغير غير ماء وغير أرض فهذا فساد. وإن كان الماء ماء والأرض أرضا، ولم تبطل عن كل واحد منهما صورته التى إذا بطلت لم تكن ذلك ماء، وهذا أرضا، لم تكن الاستحالة فى طبيعة النوع، وخصوصا وقد سلموا أن الصور الجوهرية لا تقبل الأشد والأضعف.
صفحہ 128