الہیات من کتاب الشفاء

ابن سينا d. 428 AH
148

الہیات من کتاب الشفاء

الالاهيات من كتاب الشفاء

اصناف

وذلك لأن التخيل غير الشعور بأنه قد تخيل. وهذا ظاهر، ولو كان كل تخيل يتبعه شعور بالتخيل لذهب الأمر إلى غير النهاية. وأما الثاني فلأن لانبعاث هذا الشوق علة ما لا محالة: إما عادة، وإما ضجر عن هيئة وإرادة انتقال إلى هيئة أخرى، وإما حرص من القوى المحركة والمحسة على أن يتجدد لها فعل تحريك وإحساس. والعادة لذيذة، الانتقال من المملول لذيذ، والحرص على الفعل الجديد لذيذ، أعني بحسب القوة الحيوانية والتخييلية. واللذة هي الخير الحسي، والتخييلي، والحيواني، بالحقيقة وهي المظنونة خيرا، بحسب الإنساني فإذا كان المبدأ تخيلا حيوانيا فيكون خيره لا محالة خيرا تخيليا حيوانيا فليس إذن هذا الفعل خاليا عن خير بحسبه، وإن لم يكن خيرا حقيقيا أي بحسب العقل ثم رواه هذا علل لتخصيص هيئة دون هيئة من الحركات جزئية لا تضبط. وأما الشك الذي يليه فينكشف بأن نعرف الفرق بين الغاية بالذات وبين الضروري الذي هو أحد الغايات التي بالعرض. والفرق بينهما أن الغاية بالذات هي الغاية التي تطلب لذاتها، والضروري أحد ثلاثة أمور . إما أمر لا بد من وجوده حتى توجد الغاية على أنه علة للغاية بوجه؛ مثل صلابة الحديد حتى يتم القطع به. وإما أمر لا بد من وجوده حتى توجد الغاية لا على أنه علة للغاية، بل على أنه أمر لازم للعلة؛ مثل أنه لا بد من أن يكون جسم أدكن حتى يتم القطع به؛ وإنما لم يكن بد من جسم أدكن لا لدكانته، لكن لأنه كان لازما للحديد الذي لا بد منه. وإما أمر لا بد من وجوده لازما للعلة الغائية نفسها؛ مثل أن العلة الغائية في التزويج مثلا التوليد، ثم التوليد يتبعه حب الولد ويلزمه، لأن التزويج كان لأجله. فهذه كلها غايات بالعرض الضروري، لا بالعرض الإتفاقي. وقد علمت الغايات العرضية الاتفاقية في موضع آخر. واعلم أن وجود مبادئ الشر في الطبيعة، هو من القسم الثاني من هذه الأقسام، فإنه مثلا لما كان يجب في الغاية الإلهية - التي هي الجود - أن يؤتى كل ممكن الوجود وجوده الخيري، وكان الوجود الذي للمركبات من العناصر، وكان لا يمكن أن تكون المركبات إلا من العناصر وكان يمكن أن تكون العناصر لها إلا الأرض والماء والنار والهواء، وكان لا يمكن أن تكون النار على الجهة المؤدية إلى الغاية الخيرية المقصودة بها إلا أن تكون محرقة مفرقة، لزم ذلك ضرورة أن يكون بحيث تضر

صفحہ 147