كان رجلا من هذيل مات في ذلك الجبل فعرف به الجبل، كما عرف أبو قبيس بقبيس بن شالح، رجل من جرهم كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه مية، فنذرت ألا تكلمه، وكان شديد الكلف بها، فحلف ليقتلن قبيسا، فهرب منه إلى الجبل المعروف به وانقطع خبره، فإما مات، وإما تردى منه، فسمي الجبل أبا قبيس١.
وذكر السهيلي: أن ابن هشام ذكره في خبر طويل في غير السيرة لابن إسحاق٢.
وقيل في سبب تسميته: أن النار التي بأيدي الناس اقتبست منه، وذلك أن سرحتين نزلتا من السماء فوقدتا نارا فاقتبس منهما آدم النار التي بأيدي الناس، ذكر ذلك محمد بن إبراهيم الوراق في كتاب "مباهج الفكر ومناهج العبر" وهذا معنى ما ذكره، وذكر الوراق: أنه يقال له: أبو قابوس، وشيخ الجبل، ولم أقف على هذا الكتاب الذي ذكر الوراق فيه ما حكيناه عنه في أبي قبيس، وإنما وجدته بخط بعض أصحابنا نقلا عنه.
وأبو قبيس: اسم لموضعين أحدهما هذا الجبل، والآخر حصن بحلب قبالة شيزر، وذكره ياقوت في مختصره لمعجم البلدان٣.
وسنذكر من الأخبار المتعلقة بأبي قبيس غير ما ذكرناه هنا عند ذكره في الباب الحادي والعشرين من هذا الكتاب.
والأحمر الذي قيل فيه إنه أحد أخشبي مكة -بحاء وراء مهملتين بينهما ميم- ومنه على ما قيل بنى الخليل إبراهيم ﵇ الكعبة على ما رويناه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ وروينا ذلك عن أبي قلابة في تاريخ الأزرقي٤.
والأحمر اسم لثلاثة مواضع على ما ذكر ياقوت في معجم البلدان٥ لأنه قال: باب الأحمر: ثلاثة مواضع، الأول: الأحمر، جبل مشرف على قعيقعان، كان يسمى في الجاهلة الأعرف.
الثاني: الأحمر، حصن بسواحل الشام، كان يعرف بعَثليث.
الثالث: الأحمر، ناحية بالأندلس من ناحية سرقسطه يقال له: البرج الأحمر ... انتهى.
وقعيقعان الذي قيل إنه أحد أخشبي مكة، قال ياقوت في تعريفه لما ذكر المواضع التي سميت قعيقعان: جبل مشرف على مكة، وجهه إلى أبي قبيس.
_________
١ الروض الأنف ١/ ١٧٥.
٢ الروض الأنف ١/ ٢٢١.
٣ المشترك وضعا "ص: ١١".
٤ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٢٦٧.
٥ معجم البلدان ١/ ١١٧.
1 / 32