شرح زاد المستقنع - حمد الحمد
شرح زاد المستقنع - حمد الحمد
اصناف
قالوا: فقد خصص النبي ﷺ الماء بالذكر، واستدلوا كذلك بالحديث المتفق عليه في أمر النبي ﷺ أن يهراق على بول الأعرابي ذنوبًا من ماء) (١) متفق عليه.
قالوا: فخصص النبي ﷺ كذلك الماء بالذكر.
ـ وذهب فقهاء الأحناف: إلى أن الماء ليس فقط هو المزيل للنجاسة، بل أي شيء تزول به النجاسة؛ فإن المحل يطهر، كأن يزول بالتراب أو بمرور الزمن ونحو ذلك مما تزول به النجاسة بالشمس وغير ذلك، فمتى زالت النجاسة ولم يبق لها أثر يمكن إزالته فإنها حينئذ تطهر، وهذا هو القول الراجح.
_________
(١) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب صب الماء على البول في المسجد (٢٢٠): أن أبا هريرة قال: قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس، فقال لهم النبي ﷺ: (دعوه وهريقوا على بوله سجلًا من ماء أو ذنوبًا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) وانظر ٢١٩، ٢٢١، ٦١٢٨. وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد (٢٨٤)، (٢٨٥) عن أنس: أن أعرابيًا بال في المسجد فقام إليه بعض القوم، فقال رسولا لله ﷺ: (دعوه ولا تزرموه) قال: فلما فرغ دعا بدلو من ماء فصبه عليه ".
1 / 25