شرح زاد المستقنع - حمد الحمد

Hamad Al-Hamad d. Unknown
110

شرح زاد المستقنع - حمد الحمد

شرح زاد المستقنع - حمد الحمد

اصناف

ـ فإن قيل: قد روى ابن ماجة أن النبي ﷺ قال لعمر: (يا عمر لا تبل قائمًا) (١)، وقد روى ابن ماجة من حديث جابر (أن النبي ﷺ نهى أن يبول الرجل قائمًا) . فالجواب: هذان حديثان ضعيفان لا يثبتان عن النبي ﷺ وقد قال ابن القيم: (لم يثبت عن النبي ﷺ حديث) أي في النهي عن ذلك. وهذا هو المذهب أي عدم كراهية ذلك، إلا إذا خاف تلوثًا أو خاف ناظرًا فإنه يكره لذلك. ـ كما أنه يُستدل على جواز البول قائمًا بالأصل؛ فإن الأصل في الأشياء الإباحة فالأصل في العادات الإباحة ما لم يأت دليل على التحريم أو الكراهية. * قوله: «وكلامه فيه»: أي يكره أن يتكلم في الخلاء، والكلام: منه ما يكون كلامًا فيه ذكر الله ﷿ ومنه ما ليسن كذلك. ـ أما إذا كان الكلام ذكرًا لله فإنه مكروه كما ذكره المؤلف يدل على ذلك ما ثبت في مسلم من حديث ابن عمر: (أن رجلًا سلم على النبي ﷺ وهو يبول فلم يردّ عليه)، وفي ابن ماجة بإسناد ضعيف: (فتيمم ثم ردّ عليه) (٢) . وقد ثبت في سنن أبي داود وغيره بإسناد صحيح من حديث المهاجر ابن قُنفُذة ﵁ (أنه أتى النبي ﷺ وهو يبول فسلم عليه فلم يردّ عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه وقال: (إني كرهت أن أذكر الله على غير طهر) (٣) . فهذه الأحاديث تدل على كراهية ذكر الله، والسلام من ذكر الله. فإذن: يكره أن يذكر الله ومن ذلك السلام، فإن الله هو السلام ومنه السلام. ـ فإن قيل: فإذا عطس أو سمع الأذان فماذا يفعل؟؟ فالجواب: أن في ذلك قولين لأهل العلم - هما روايتان عن الإمام أحمد. ١ـ القول الأول: أنه يذكر الله في قلبه وهو ضعيف، فإن الذكر القلبي فاقد للذكر اللساني، وإنما يحمد العاطس الله، ويجيب المؤذن بلسانه والقلب وهذا لم يذكر الله بلسانه.

1 / 110