أحب الاعتزال وناصريه # ذوى الألباب والنظر الدقيق
فأهل العدل والتوحيد أهلى # ونعم فريقهم أبدا فريقى
وشرح النهج لم أدركه إلا # بعونك بعد مجهدة وضيق
تمثل إذ بدأت به لعينى # هناك كذروة الطود السحيق
فتم بحسن عونك وهو أنأى # من العيوق أو بيض الأنوق
بآل العلقمى ورت زنادى # وقامت بين أهل الفضل سوقى
فكم ثوب أنيق نلت منهم # ونلت بهم وكم طرف عتيق
أدام الله دولتهم وأنحى # على أعدائهم بالخنفقيق (1)
*** وقد ذكر في صدر كتابه أنه لم يسبقه أحد بشرح النهج سوى سعيد بن هبة الله بن الحسن الفقيه، المعروف بالراوندي؛ وأنه قد تعرض لهذا الشرح فيما ناقضه فيه ، في مواضع يسيرة، وأعرض عن كثير مما قاله. وقد التزم في شرحه أن يقسم الكلام فصولا، فيشرح كلمات كل فصل شرحا دقيقا مشتملا على «الغريب والمعاني وعلم البيان، وما عساه يشتبه ويشكل من الإعراب والتصريف» (2) ، ثم يورد «ما يطابقه من النظائر والأشباه نثرا ونظما (2) » ، ثم يستطرد إلى ذكر «ما يتضمنه من السير والوقائع والأحداث.. » (2) ، ويشير إلى ما ينطوى عليه هذا الفصل «من دقائق علم التوحيد والعدل إشارة خفية (2) » ، ويلوح «إلى ما يستدعى الشرح ذكره من الأنساب والأمثال والنكت تلويحات لطيفة» (2) ، ويرصعه بما يشاء «من المواعظ الزهدية، والزواجر الدينية والحكم النفيسة، والآداب الخلقية، المناسبة للفقرة، والمشاكلة لدرره (2) » .
ثم ينتقل إلى الفصل الذي يليه؛ وهكذا.
صفحہ 11