320

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

ایڈیٹر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

فكتب إليه عمرو الجواب : أما بعد أقول : فالذي فيه صلاحنا وألفتنا الإنابة إلى الحق ، وقد جعلنا القرآن بيننا حكما ، وأجبنا إليه ، فصبر الرجل منا نفسه على ما حكم عليه القرآن ، وعذره الناس بعد المحاجزة ، والسلام .

فكتب إليه علي عليه السلام : أما بعد ، فإن الذي أعجبك من الدنيا مما نازعتك إليه نفسك ، ووثقت به منها لمنقلب عنك ، ومفارق لك ، فلا تطمئن إلى الدنيا فإنها غزارة ، ولو اعتبرت بما مضى لحفظت ما بقي ، وانتفعت منها بما وعظت به . والسلام .

فأجابه عمرو : أما بعد ، فقد أنصف من جعل القرآن إماما ، ودعا الناس إلى أحكامه ، فاصبر أبا حسن ، فإنا غير منيليك إلا ما أنالك القرآن ، والسلام .

قال نصر : وجاء الأشعث إلى علي عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، وما أرى الناس إلا قد رضوا ، وسرهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم إليه من حكم القرآن ، فإن شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد ، ونظرت ما الذي يسأل ، قال : فآته إن شئت ، فأتاه ، فسأله : يا معاوية : لأي شيء رفعتم هذه المصاحف ؟ قال : لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به فيها ، فابعثوا رجلا منكم ترضون به ، ونبعث منا رجلا ، ونأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله ولا يعدوانه ، ثم نتبع ما اتفقا عليه . فقال الأشعث : هذا هو الحق . وانصرف إلى علي عليه السلام ، فأخبره ، فبعث علي عليه السلام قراء من أهل العراق ، وبعث معاوية قراء من أهل الشام ، فاجتمعوا بين الصفين ، ومعهم المصحف فنظروا فيه وتدارسوا واجتمعوا على أن يحيوا ما أحيا القرآن ، ويميتوا ما أمات القرآن ، ورجع كل فريق إلى صاحبه ، فقال أهل الشام : إنا قد رضينا واخترنا عمرو بن العاص ، وقال الأشعث والقراء الذين صاروا خوارج فيما بعد : قد رضينا واخترنا أبا موسى الأشعري ، قال لهم علي عليه السلام : فإني لا أرضى بأبي موسى ولا أرى أن أوليه ، فقال الأشعث وزيد بن حصين ومسعر بن فدكي في عصابة القراء : إنا لا نرضى إلا به ، فإنه قد كان حذرنا ما وقعنا فيه . فقال علي عليه السلام : فإنه ليس لي برضا ، وقد فارقني وخذل الناس عني ، وهرب مني حتى أمنته بعد أشهر ، ولكن هذا ابن عباس أوليه ذلك . قالوا : والله ما نبالي ، أكنت أنت أو ابن عباس ! ولا نريد رجلا هو منك ومن معاوية سواء ، ليس إلى واحد منكما بأدنى من الآخر . قال علي عليه السلام : فإني أجعل الأشتر ، فقال الأشعث : وهل سعر الأرض علينا إلا الأشتر ! وهل نحن إلا في حكم الأشتر ! قال علي عليه السلام : وما حكمه ؟ قال : حكمه أن يضرب بعضنا بعضا بالسيف حتى يكون ما أردت وما أراد .

صفحہ 134