318

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

ایڈیٹر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

وحمل وحمل الناس حملة واحدة ، فلم يبق لأهل الشام صف إلا أزالوه ، حتى أفضوا إلى معاوية ، فدعا معاوية بفرسه ليفر عليه ، وكان معاوية بعد ذلك يحدث فيقول : لما وضعت رجلي في الركاب ، ذكرت قول عمرو بن الإطنابة :

أبت علي عفتي وأبى بلائي . . . وأخذي الحمد بالثمن الربيح

وإقدامي على المكروه نفسي . . . وضربي هامة البطل المشيح

وقولي كلما جشأت وجاشت : . . . مكانك تحمدي أو تستريحي

فأخرجت رجلي من الركاب وأقمت ، ونظرت إلى عمرو فقلت له : اليوم صبر وغدا فخر ، فقال : صدقت .

قال إبراهيم بن ديزيل : وروى عبد الله بن أبي بكر ، عن عبد الرحمن بن حاطب ، عن معاوية ، قال : أخذت بمعرفة فرسي ووضعت رجلي في الركاب للهرب ، حتى ذكرت شعر ابن الإطنابة ، فعدت إلى مقعدي ، فأصبت خير الدنيا ، وإني لراج أن أصيب خير الآخرة .

قال إبراهيم بن ديزيل : فكان ذلك يوم الهرير ، ثم رفعت المصاحف بعده .

وروى إبراهيم ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ربيعة بن لقيط ، قال : شهدنا صفين ، فمطرت السماء علينا دما عبيطا .

وقال : وفي حديث الليث بن سعد أن كانوا ليأخذونه بالصحاف والآنية . وفي حديث ابن لهيعة : حتى إن الصحاف والآنية لتمتلئ ونهريقها .

قال إبراهيم : وروى عبد الرحمن بن زياد ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عمن حدثه ممن حضر صفين أنهم مطروا دما عبيطا . فتلقاه الناس بالقصاع والآنية ، وذلك في يوم الهرير ، وفزع أهل الشام وهموا أن يتفرقوا ، فقام عمرو بن العاص فيهم فقال : أيها الناس ، إنما هذه آية من آيات الله ، فأصلح امرؤ ما بينه وبين الله ، ثم لا عليه أن ينتطح هذان الجبلان ، فأخذوا في القتال .

قال إبراهيم : وروى أبو عبد الله المكي ، قال : حدثنا سفيان بن عاصم بن كليب الحارثي عن أبيه ، قال : أخبرني ابن عباس قال : لقد حدثني معاوية أنه كان يومئذ قد قرب إليه فرسا له أنثى ، بعيدة البطن من الأرض ، ليهرب عليها ؛ حتى أتاه آت من أهل العراق ، فقال له : إني تركت أصحاب علي في مثل ليلة الصدر من منى ، فأقمت ، قال : فقلنا له : فأخبرنا من هو ذلك الرجل ؟ فأبى وقال : لا أخبركم من هو .

صفحہ 132