282

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

ایڈیٹر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

وروى أبو جعفر قال : سأل رجل سعيد بن المسيب عن محمد بن أبي حذيفة : ما دعاه إلى الخروج على عثمان ؟ فقال : كان يتيما في حجر عثمان ، وكان والي أيتام أهل بيته ومحتمل كلهم ، فسأل عثمان العمل ، فقال : يا بني لو كنت رضا لاستعملتك ، قال : فأذن لي فأخرج فأطلب الرزق ، قال : اذهب حيث شئت ، وجهزه من عنده ، وحمله وأعطاه ، فلما وقع إلى مصر كان فيمن أعان عليه ، لأنه منعه الإمارة . فقيل له : فعمار بن ياسر ؟ قال : كان بينه وبين العباس بن عتبة بن أبي لهب كلام فضربهما عثمان ، فأورث ذلك تعاديا بين عمار وعثمان . وقد كان تقاذفا قبل ذلك .

قال أبو جعفر : وسئل سالم بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر : ما دعاه إلى ركوب عثمان ؟ فقال : لزمه حق ، فأخذ عثمان من ظهره ، فغضب ، وغره أقوال فطمع ، لأنه كان من الإسلام بمكان ، وكانت له دالة ، فصار مذمما بعد أن كان محمدا ، وكان كعب بن ذي الحبكة النهدي يلعب بالنيرنجات بالكوفة ، فكتب عثمان إلى الوليد أن يوجعه ضربا ، فضربه وسيره إلى دنباوند . وكان ممن خرج إليه وسار إليه ، وحبس ضابئ بن الحارث البرجمي ، لأنه هجا قوما فنسبهم إلى أن كلبهم ياتي أمهم ، فقال لهم :

فأمكم لا تتركوها وكلبكم . . . فإن عقوق الوالدين كبير

فاستعدوا عليه عثمان ، فحبسه فمات في السجن ، فلذلك حقد ابنه عمير عليه وكسر أضلاعه بعد قتله .

قال أبو جعفر : وكان لعثمان على طلحة بن عبيد خمسون ألفا ، فقال له طلحة يوما : قد تهيأ ماك فاقبضه ، فقال : هو لك معونة على مروءتك ، فلما حصر عثمان ، قال علي عليه السلام لطلحة : أنشدك الله إلا كففت عن عثمان ! فقال : لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها . فكان علي عليه السلام يقول : لحا الله ابن الصعبة ! أعطاه عثمان ما أعطاه وفعل به ما فعل .

لما أنفذ عبد الله بن عباس إلى الزبير

قبل وقوع الحرب يوم الجمل ليستفيئه إلى طاعته :

الأصل : لا تلقين طلحة ، فإنك إن لقيته تجده كالثور عاقصا قرنه ، يركب الصعب ويقول : هو الذلول ؛ ولكن الق الزبير ، فإنه ألين عريكة ، فقل له : يقول لك ابن خالك : عرفتني بالحجاز ؛ وأنكرتني بالعراق ؛ فما عدا مما بدا ! قال الرضي رحمه الله : وهو عليه السلام أول من سمعت منه هذه الكلمة - أعني : فما عدا مما بدا .

صفحہ 96