شرح نهج البلاغة
شرح نهج البلاغة
ایڈیٹر
محمد عبد الكريم النمري
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
1418 ہجری
پبلشر کا مقام
بيروت
إلى حيث سار المرء بجيشه . . . فقتل بسر ما استطاع وحرقا
وروى أبو الحسن المدائني قال : اجتمع عبيد الله بن العباس وبسر بن أطاة يوما عند معاوية بعد صلح الحسن عليه السلام ، فقال له ابن عباس : أنت أمرت اللعين السيء الفدم أن يقتل ابني ؟ فقال : ما أمرته بذلك ، ولوددت أنه لم يكن قتلهما ، فغضب بسر ونزع سيفه فألقاه وقال لمعاوية : اقبض سيفك ، قلدتنيه وأمرتني أن أخبط به الناس ففعلت ، حتى إذا بلغت ما أردت قلت : لم أهو ولم آمر ! فقال : خذ سيفك إليك ، فلعمري إنك ضعيف مائق حين تلقي السيف بين يدي رجل من بني عبد مناف ، قد قتلت أمس ابنيه . فقال له عبيد الله : أتحسبني يا معاوية قاتلا بسرا بأحد ابني ! هو أحقر وألأم من ذلك ، ولكني والله لا أرى مقنعا ، ولا أدرك ثأرا إلا أن أصيب بهما يزيد وعبد الله .
فتبسم معاوية وقال : وما ذنب معاوية وابني معاوية ! والله ما علمت ولا أمرت ، ولا رضيت ولا هويت . واحتملها منه لشرفه وسؤدده .
قال : ودعا علي عليه السلام على بسر فقال : اللهم إن بسرا باع دينه بالدنيا ، وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده مما عندك . اللهم فلا تمته حتى تسلبه عقله ، ولا توجب له رحمتك ولا ساعة من نهار . اللهم العن بسرا وعمرا ومعاوية ، وليحل عليهم غضبك ، ولتنزل بهم نقمتك ، وليصبهم بأسك ورجزك الذي لا ترده عن القوم المجرمين .
فلم يلبث بسر بعد ذلك إلا يسيرا حتى وسوس وذهب عقله . فكان يهذي بالسيف ، ويقول : أعطوني سيفا أقتل به ، لا يزال يردد ذلك حتى اتخذ له سيف من خشب ، وكانوا يدنون منه المرفقة ، فلا يزال يضربها حتى يغشى عليه ، فلبث كذلك إلى أن مات .
قلت : كان مسلم بن عقبة ليزيد وما عمل بالمدينة في وقعة الحرة كما كان بسر لمعاوية وما عمل في الحجاز واليمن ، ومن أشبه أباه فما ظلم .
نبني كما كانت أوائلنا . . . تبني ونفعل مثل ما فعلوا
ومن خطبة له في ذم من بايعه بشروط
الأصل إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نذيرا للعالمين ، وامينا على التنزيل ، وأنتم معشر العرب على شر دين ، وفي شر دار ، منيخون بين حجارة وخشن ، وحيات صم ، تشربون الكدر ، وتأكلون الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم . الأصنام فيكم منصوبة ، والآثام بكم معصوبة .
صفحہ 12