187

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

ایڈیٹر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

يا أهل الكوفة ؛ إن الفتنة تلقح بالنجوى ، وتنتج بالشكوى ، وتحصد بالسيف ؛ أما والله إن أبغضتموني لا تضروني ؛ وإن أحببتموني لا تنفعوني ! وما أنا بالمستوحش لعداوتكم ، ولا المستريح إلى مودتكم ؛ زعمتم أني ساحر وقد قال الله تعالى : ' ولا يفلح الساحر ' ، وقد أفلحت . وزعمتم أني أعلم الاسم الأكبر ؛ فلم تقاتلون من يعلم ما لا تعلمون ! ثم التفت إلى أهل الشام فقال : لأزواجكم أطيب من المسك ، ولأبناؤكم آنس بالقلب من الولد ؛ وما أنتم إلا كما قال أخو ذبيان :

إذا حاولت في أسد فجورا . . . فإني لست منك ولست مني

هم درعي التي استلأمت فيها . . . إلى يوم النسار وهم مجني

ثم قال : بل أنتم يا أهل الشام ؛ كما قال الله سبحانه : ' ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ، إنهم لهم المنصورون ، وإن جندنا لهم الغالبون ' .

وخطب مرة بعد موت ابنه وقال : بلغني أنكم تقولون : يموت الحجاج ، ومات الحجاج ! فمه ! وما كان ماذا ! والله ما أرجو الخير كله إلا بعد الموت ! وما رضي الله البقاء إلا لأهون المخلوقين عليه إبليس ؛ ' قال أنظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنك لمن المنظرين ' . ثم قال : يا أهل العراق ؛ أتيتكم وأنا ذو لمة وافرة أرفل فيها ؛ فما زال بي شقاقكم وعصيانكم حتى حص شعري . ثم كشف رأسه وهو أصلع ، وقال :

من يك ذا لمة يكشفها . . . فإنني غير ضائري زعري

لا يمنع المرء أن يسود وأنيضرب بالسيف قلة الشعر فأما قوله عليه السلام : ' اللهم أبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شرا مني ' ، ولا خير فيهم ولا شر فيه عليه السلام ، فإن أفعل ههنا بمنزلته في قوله تعالى : ' أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة ' ، وبمنزلته في قوله : ' قل أذلك خير أم جنة الخلد ' .

ويحتمل أن يكون الذي تمناه عليه السلام من إبدالهم بهم خيرا منهم قوما صالحين ينصرونه ويوفقون لطاعته .

ويحتمل أن يريد بذلك ما بعد الموت من مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال القطب الراوندي : بنو فراس بن غنم هم الروم . وليس بجيد ، والصحيح ما ذكرناه .

صفحہ 207