181

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

ایڈیٹر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

نجلت به بيضاء آنسة . . . من عبد شمس صلتة الخد والذين نزهوا هند عن هذا القذف رووا غير هذا . فروى أبو عبيدة معمر بن المثنى أن هندا كانت تحت الفاكه بن المغيرة المخزومي ، وكان له بيت ضيافة يغشاه الناس ، فيدخلونه من غير إذن ، فخلا ذلك البيت يوما ، فاضطجع فيه الفاكه وهند ، ثم قام الفاكه وترك هندا في البيت لأمر عرض له ، ثم عاد إلى البيت ، فإذا رجل قد خرج من البيت ، فأقبل إلى هند فركلها برجله ، وقال : من الذي كان عندك ؟ فقالت : لم يكن عندي أحد ، وإنما كنت نائمة . فقال : الحقي بأهلك ، فقامت من فورها إلى أهلها ، فتكلم الناس في ذلك ، فقال لها عتبة أبوها : يا بنية ، إن الناس قد أكثروا في أمرك ، فأخبريني بقصتك على الصحة ، فإن كان لك ذنب دسست إلى الفاكه من يقتله ، فتنقطع عنك القالة . فحلفت أنها لا تعرف لنفسها جرما ، وإنه لكاذب عليها . فقال عتبة للفاكه : إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم ، فهل لك أن تحاكمني إلى بعض الكهنة ؟ فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم ، وخرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف ، وأخرج معه هندا ونسوة معها ، فلما شارفوا بلاد الكاهن تغيرت حال هند ، وتنكر أمرها ، واختطف لونها . فرأى ذلك أبوها ، فقال لها : إني أرى ما بك ، وما ذاك إلا لمكروه عندك ! فهلا كان هذا قبل أن يشتهر عند الناس مسيرنا ! قالت : يا أبت ، إن الذي رأيت مني ليس لمكروه عندي ، ولكني أعلم أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ، ولا آمن أن يسمني ميسما يكون علي عند نساء مكة . قال لها : فإني سأمتحنه قبل المسألة بأمر . ثم صفر بفرس له فأدلى ، ثم أخذ حبة بر فأدخلها في إحليله ، وشده بسير وتركه ؛ حتى إذا وردوا على الكاهن أكرمهم ونحر لهم ، فقال عتبة : إنا قد جئناك لأمر ، وقد خبأت لك خبيئا أختبرك به ، فانظر ما هو ؟ فقال : ثمرة في كمرة ، فقال : أبين من هذا ، قال : حبة بر ، في إحليل مهر ، قال : صدقت ، انظر الآن في أمر هؤلاء النسوة . فجعل يدنو من واحدة واحدة منهن ، ويقول : انهضي ، حتى صار إلى هند ، فضرب على كتفها ، وقال : انهضي غير رقحاء ولا زانية ، ولتلدن ملكا يقال له معاوية ، فوثب إليها الفاكه ، فأخذها بيده وقال : قومي إلى بيتك ، فجذبت يدها من يده ، وقالت : إليك عني ، فوالله لا كان منك ، ولا كان إلا من غيرك ! فتزوجها أبو سفيان بن حرب .

الرقحاء : البغي التي تكتسب بالفجور ، والرقاحة : التجارة .

وولي معاوية اثنتين وأربعين سنة منها اثنتان وعشرون سنة ولي فيها إمارة الشام منذ مات أخوه يزيد بن أبي سفيان ، بعد خمس سنين من خلافة عمر ، إلى أن قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام في سنة أربعين . ومنها عشرون سنة خليفة إلى أن مات في سنة ستين ، ومر به إنسان وهو غلام يلعب مع الغلمان ، فقال : إني أظن هذا الغلام سيسود قومه ، فقالت هند : ثكلته إن كان لا يسود إلا قومه ! ولم يزل معاوية ذا همة عالية ، يطلب معالي الأمور ، ويرشح نفسه للرياسة ، وكان أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

صفحہ 201