شرح نهج البلاغة

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
139

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

تحقیق کنندہ

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

وقال قوم : إن عمرا لما قتل من قتل ، وأراد أن يخرج لطلب البراز ، قال للأزد : يا معشر الأزد ، إنكم قوم لكم حياء وبأس ، وإني قد وترت القوم ، وهم قاتلي ، وهذه أمكم نصرها دين ، وخذلانها عقوق ، ولست أخشى أن أقتل حتى أصرع ، فإن صرعت فاستنقذوني . فقالت له الأزد : ما في هذا الجمع أحد نخافه عليك إلا الأشتر ، قال : فإياه أخاف ، قال أبو مخنف : فقيضه الله له ، وقد أعلما جميعا ، فارتجز الأشتر :

إني إذا ما الحرب أبدت نابها . . . وأغلقت يوم الوغى أبوابها

ومزقت من حنق أثوابها . . . كنا قداماها ولا أذنابها

ليس العدو دوننا أصحابها . . . من هابها اليوم فلن أهابها

لا طعنا أخشى ولا ضرابها

ثم حمل عليه فطعنه فصرعه ، وحامت عنه الزد فاستنقذوه ، فوثب وهو وقيذ ثقيل ، فلم يستطع أن يدفع عن نفسه ، واستعرضه عبد الرحمن بن طود البكري ، فطعنه فصرعه ثانية ، ووثب عليه رجل من سدوس ، فأخذه مسحوبا برجله حتى أتى به عليا عليه السلام ، فناشده الله وقال : يا أمير المؤمنين ، اعف عني ، فإن العرب لم تزل قائلة عنك : إنك لم تجهز على جريح قط . فأطلقه ، وقال : اذهب حيث شئت ، فجاء إلى أصحابه وهو لما به ، حضره الموت ، فقالوا له : دمك عند أي الناس ؟ فقال : أما الأشتر فلقيني وأنا كالمهر الأرن ، فعلا حده حدي ، ولقيت رجلا يبتغي له عشرة أمثالي ، وأما البكري فلقيني ، وأنا لما بي ، وكان يبتغي لي عشرة أمثاله ، وتولى أسري أضعف القوم ، وصاحبي الأشتر .

قال أبو مخنف : فلما انكشفت الحرب ، شكرت ابنة عمرو بن يثربي الأزد ، وعابت قومها ، فقالت :

يا ضب إنك قد فجعت بفارس . . . حامي الحقيقة قاتل الأقران

عمرو بن يثرب الذي فجعت به . . . كل القبائل من بني عدنان

لم يحمه وسط العجاجة قومه . . . وحنت عليه الأزد ، أزد عمان

فلهم علي بذاك حادث نعمة . . . ولحبهم أحببت كل يمان

لو كان يدفع عن منية هالك . . . طول الأكف بذابل المران

أو معشر وصلوا الخطا بسيوفهم . . . وسط العجاجة والحتوف دوان

ما نيل عمرو والحوادث جمة . . . حتى ينال النجم والقمران

لو غير الأشتر ناله لندبته . . . وبكيته ما دام هضب أبان

لكنه من لا يعاب بقتله . . . أسد الأسود وفارس الفرسان

صفحہ 159