... مهلهة شيب الوجوه كأنها قداح بكفي ياسر تتقلقل المهلهلة : الدقيقة الجسم ، ومنه سمي امرؤ القيس بن ربيعة بن كليب بن وائل مهلهلا ؛ لأنه أول من أرق الشعر ، والهاء الثانية فيه زائدة ، ويروى حواها ياسر تتقلقل : كأنها أهلة في الدقة ، والمهلهلة في غير هذا الموضع : الذين يحيدون عن الحرب ، ويجبنون ، يقال : هلهل الرجل ، كما قال النكري (¬1) :
... وهم علوا الرماح فأنهلوها إذا خام المهللة البروق (¬2)
والياسر ، واليسر الذي يضرب بالقداح ، والبروق : الذي يبرق بكلامه ، ولا فعل عنده .
... أو الخشرم المبعوث حثحث دبره محابيض أرداهن سام معسل
الخشرم : رئيس النحل ، سمي به الرجل خشرما ، وحثحث : حرك وأزعج ، وهو بمعنى خب ، وليس بمبني عليه ، ولو كان كذلك لقيل : حثث ، وهو كقولهم لال من اللولو ، والدبر : النحل ، الواحدة دبرة ، ومحابيض : جمع محبض ، وهو العود يكون مع مشتار العسل يشير به / النحل ، وفيه قولان ، أنه اضطر ، وذلك أنه أراد أن يقول محابض فأشبع الكسرة ، فصارت ياء للضرورة ، والآخر لا يلزم ضرورة ، لأنه يبنيه على محباض ، فصير الجمع محابيض ، كقولك مفتاح ، ومفاتيح ، والأصل مفتح ، ورداهن ، وأرداهن واحد ، مثل كرمته وأكرمته ، وحسبته وأحسبته ، وما أشبهه ، وإنما يرجع إلى النحل كأنه حثحث دبره الذي أرداهن سام يعسل في المعنى ، ولم يضمر التي ، هكذا قرأناه ، ورويته من وجه آخر أرداهن يعني العيدان إذ جاء بهن إلى الكوارة : وهو موضع النحل ، والسامي : الذي يسمو لطلب العسل ، ومن شأن النحل أن يعسل في الموضع الممتنع الصب ، والمحابض : جمع محبض ، وهو الخشبة التي يستخرج بها العسل .
صفحہ 16