بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
قال الشنفرى بن الأوس بن الحجر بن الأزد ين الغوث بن نبت بن زيد بن كهلان بن سبأ .
قال أبو العباس : الشنفرى البعير الضخم ، وقيل : الشنفرى العظيم الشفتين.
أقيموا بني أمي صدور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل
يقال : أقام صدر مطيته إذا سار ، وإذا توجه فقد أقام صدر مطيته ، ويروى إلى أهل (¬1) سواكم ، والمعنى : جدوا في أمركم ، وتنبهوا من رقدتكم .
فقد حمت الحاجات والليل مقمر وشدت لطيات مطايا وأرحل
حمت قدرت ، وقوله : والليل مقمر ، أي قد وضح الأمر ، كما يكشف القمر الظلماء ، والطية الحاجة .
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما في الأرض ضيق على امرئ سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل
ولي دونكم أهلون سيد عملس وأرقط زهلول وعرفاء جيأل
العملس الذي فيه سواد وبياض، والسيد الذئب ، والعملس فيما ذكر لي الأحول السريع المر في سهولة ، وأنشدوا لابن ميادة (¬2) :
صفحہ 7
/ ... ... عملس أسفار إذا ما إستقبلت له سموم كحر النار لم يتلثم (¬1) ... 2ب
والعملس الخفيف أيضا ، وأنشدوا :
... ... ... ... والشاة لا تمشي على العملس
أي على الذئب ، ومعنى تمشي تزيد وتكثر ، ومنه قوله عز وجل : [أن امشوا واصبروا على آلهتكم] (¬2) أي قوموا على المواشي وازدادوا منها ، والأرقط : الحية التي فيها نقط بياض وسواد ، ومنه : دجاجة رقطاء ، والزهلول : الأملس، والعرفاء : الضبع ذات الشعر الكثير ، والجيأل الأنثى من الضباع ، والذكر الضبعان ، والجمع ضباعين ، والعملس من أوصاف الذئب ، فوصف به هنا رجلا استعاره ، والسيد في لغة هذيل الأسد ، وإنما عنى هنا الذئب ، ألا تراه قال عملس ، والأرقط النمر ، والرقط النمر ، والرقطة كل لونين مختلفين ، والزهلول الخفيف ، ويقال أيضا الثقيق (¬3) والعرفاء الضبع الطويلة العرف ، وليس هاهنا بنعت ، ولكنه في الأصل نعت ، فغلب فصار بمنزلة الأسماء غير النعوت ، حتى أنه يقال : جاءتكم العرفاء ، فيفهم من هذا القول أن الضبع جاءت ، ويجري هذا المجرى أجدل يعني الصقر ، لا يراد غيره ، وهو في الأصل نعت ، لأنه من الجدل ، وهو شدة الخلق ، يقال : غلام مجدول : إذا كان شديد العصب ، وزمام مجدول : إذا كان محكم الخرز ، وليس كل ما كان مجدولا يسمى أجدل ، فصار أجدل اسما غالبا ، وجيأل من أسماء الضبع .
هم الأهل لا مستودع السر ذائع لديهم ولا الجاني بما جر يخذل
... ويروى : ولا مستودع السر عندهم بفاش ، ولا الجاني بما جر بمخذول ، ويروى أيضا : ولا مستودع السر شائع .
صفحہ 8
وكل أبي باسل غير أنني إذا عرضت أولى الطرائد أبسل ... الأبي : الحمي ، الآنف الذي لا يقر على الضيم ، والباسل والبسل : الكريه الوجه ، ويروى : أعرضت ، أي بدت ، ومن قال أعرضت يريد أبدى عرضها ، وهو ناحيتها ، قال عمرو بن كلثوم :
وعرضت اليمامة واشمخرت (¬1)
والطرائد : جمع طريدة ، وقد يكون أراد بالطريدة التي تطرد ، والتي تطرد ، فإذا قال التي تطرد ، فلا نظر فيه ، يقول : إذا لقيتني أوائل الخيل التي تريد طردي وقتالي ، امتنعت لشجاعتي ، وإذا كانت التي تطرد ، لم يطمع فيها من قبلي ، والذي تطرد الخيل ، هذا هو الأخلق ، وإن كانوا ربما قاتلوا على الإبل ، فخيرهم القتال على الخيل .
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
... أجشعهم : أحرصهم على الطعام .
وما ذاك إلا بسطة عن تفضل ... عليهم وكان الأفضل المتفضل
... يقول : لي بسطة في الأمر ، أي سعة ، فأنا عليهم أتفضل .
وإني كفاني فقد من ليس جازيا ... بحسنى ولا في قربه متعلل (¬2)
... / ما في قربه ما يكتفى به . ... ... ... ... ... ... 3ب
ثلاثة أصحاب فؤاد مشيع وأبيض إصليت وصفراء عيطل
... المشيع : المقدام ، المجتمع القلب ، كأنه في شيعته ، أي في صحابه ، والإصليت : الذي يجرد من غمده ، والصفراء : قوس نبع ، وعيطل : قوية ، يقال : امرأة عيطل إذا كانت تامة ، وعنق عيطل ، إذا كانت كذلك ، ولا أعلم أحدا وصف القوس بهذه الصفة غيره.
صفحہ 9
هتوف من الملس المتون يزينها رصائع قد نيطت إليها ومحمل ... هتوف : إذا انتفض فيها سمعت لها صوتا كأنها تهتف ، أي هي من عود أملس ، لم تكثر أغصانه ، فتكثر فيه العقد ، والرصائع : خرزات (¬1) نيطت عليها لئلا تصيبها العين ، والمحمل ما تحمل به ، محمل السيف وغيره ، نيطت : تعلقت .
إذا زل عنها السهم حنت كأنها مرزأة ثكلىتحن وتعول
... زل عنها : خرج ، وحنينها صوت وترها ، والمرزأة الكثيرة الرزايا ، فهي حري بأن ترن وتعول مما بها من الحزن ، وعجلى : مسرعة ، يقال : أرنت ترن ، ورنت ترن .
صفحہ 10
ولست بمهياف يعشي سوامه مجذعة سقبانها وهي بهل ... المهياف : الذي يبعد بإبله طلب الرعي ، على غير علم / فيعطشها ، ويمشي 4 أبها ، والمجدعة : السيئة الغذاء ، والسقبان : جمع سقب ، وهو الصغير ، قال الأصمعي : أول ما يقال لولد الناقة[ ساعة ] (¬1) ما يسقط من بطن أمه سليل ، وهذا قبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى ، ثم يسمى بعد ذلك إذا تبين سقبا وحوارا ، والأنثى سقبة ، والذي قرأناه على أبي العباس أحمد بن يحيى (¬2) سقبانها ، ولا يمتنع في المحفوظ ما بدأت به ، والبهل : جمع باهل وباهلة ، هي المخلاة ، ولا در ، يتعهدها راعيها ، وبها سميت باهلة ، ويقال : بهل الرجل إذا مضى لا قيم عليه ، وأبهلته إذا تركته مخلى ، وباهلة أيضا لا صرار عليها ؛ لترضعها أولادها ؛ ليكون ذلك أسمن لها ، والجذع السيئ الغذاء ، ومنه قول أخت شبيب بن شبيبة لأخيها : أحضر لبس الجذع المدر ، والأصل في هذا أن يطرح الراعي ولد الناقة على الضرع ؛ لتدر الناقة ، فإذا مص شيئا ، واجتمع اللبن نحاه ، وتخلى اللبن ، ويقال : سقب وأسقب .
ولا جبأ أكهى مرب بعرسه يطالعها في شأنه كيف يفعل
... الجبأ : الجبان ، والأكهى : الكدر الأخلاق الذي لا خير فيه ، قال أبو العباس : الأكهى البليد ، مثل الكهام : السيف الذي لا يقطع ، والددان : السيف الكهام لا يمضي ، والمرقبي : المقيم ، يقول : لست أسيء الرعية ، ولا أجبن ، ولا أقيم مع / النساء ، 4 ب أشاورهن في أموري ، ولو نصب جبأ بعطفه على الموضع لصح .
صفحہ 11
ولا خالف دارية متغزل يروح ويغدو داهنا يتكحل ... الخالف : المتخلف عن الخير ، وأكثر ما تقول العرب خالفة ، وهو خالفة أهله ، وهو مأخوذ من عمود البيت المتخلف ، أي المتأخر ، ذاك يسمى خالفة ، وأصل الجميع أنه مأخوذ من الخلفة ، والهاء زائدة للمبالغة في الذم ، فحذفها ، كما يقال : راو وراوية ، ونساب ونسابة ، وما أشبهه ، هذا والدارية الذي لا يفارق داره ، متغزل : يغازل النساء ، ويدهن ، ويتكحل .
... ... ولا خرق هيق كأن فؤاده يظل به المكاء يعلو ويسفل
... ولست بعل شره دون خيره ألف إذا ما رعته اهتاج أعزل
... العل : الصغير الجسم المسن ، وأكثر ما يوصف به الكبير ، ويقال للقراد عل ؛ للطافة جسمه ، وأنشد الأصمعي :
... ... ليس بعل كبير لا شباب له لكن أثيلة صافي الوجه مقتبل (¬1)
والألف الذي (¬2) لا يقوم لحرب ، ولا لضيف ، وإنما يلتف وينام ، قالت امرأة من العرب لزوجها : والله إن أكلك لاقتفاف ، وإن شربك لاشتفاف ، وإن ضجعتك لالتفاف ، وأنك لتشبع ليلة تضاف ، وتنام ليلة تخاف ،فقال لها: والله إنك لكرواء الساقين / قعواء 5 أالفخذين، سرك ذائع ، وشرك شائع، وضيفك جائع .
الاقتفاف : أن يأخذ غذاءه سرقة لئلا يشارك فيه ، وقيل : أن يستوعب آخر غذائه ، لا يبقي منه شيئا لأحد ، شرها ، يقال : اقتفى ما في الإناء من الطعام إذا استوفاه ، والاشتفاف : أن يستوفي ما في الإناء من الشراب ، وهو مثل الاقتفاف ، والأعزل : الذي لا رمح معه ، ولا سلاح ، قال أبو عبيدة : إن كان معه عصا فليس بأعزل .
صفحہ 12
ولست بمحيار الظلام إذا انتحت هدى الهوجل العسيف يهماء هوجل محيار مفعال من الحيرة ، يقول : لست بكثير الحيرة ، لأن مفعالا للتكثير ، كفعال ، ونحوه ، وانتحت : سقطت هكذا كان في الأصل ، وحفظي انتحت إذا اعترضت ، والهوجل من الأرض : الشديد المسلك الهائل ، يقول : أنا كثير الهداية في الأرض التي لا يهتدى بها يقال هذه هدى حسنة ، مسموعة من العرب ، وتذكير أيضا .
... إذا الأمعز الصوان لاقى مناسمي تطاير منه قادح ومفلل
الأمعز : المكان فيه حصى ، والبقعة معزاء ، والصوان : الحجارة الملس ، الواحدة صوانة ، وليس هو الصوان في الحقيقة ، وإنما التقدير : إذا الأمعز ذوالصوان ... ، فحذف ذو لعلم السامع به ، كما قال جل ذكره : [واسأل القرية] (¬1) وهو كثير ، وإنما يريد مكانا / 5ب فيه حصى ، وهو الصوان ، والمناسم في الأصل : أخفاف الإبل كالسنابك من الخيل (¬2) ، فاستعارها لنفسه ، والقادح : ما يخرج معه النار من الحصى ، وذلك من شدة وطئه ، والمفلل : المكسر ، يقول : إذا أصابت رجلي حجرا قدحت منه نارا وكسرته .
أديم مطال الجوع حتى أميته وأضرب عنه الذكر صفحا فأذهل
يقول أقوى على رد نفسي عما تهوى ، وأغلبها ، وأذهل عن الجوع : أنساه ، يقال : ذهل يذهل ذهولا .
... وأستف ترب الأرض كيلا يرى له علي من الطول امرؤ متطول
... ولولا اجتناب الذأم لم يلف مشرب يعاش به إلا لدي ومأكل
يقال : ذم وذأم ، وذين وذان .
... ولكن نفسا حرة لا تقيم بي على الذأم إلا ريثما أتحول
صفحہ 13
... واطوي على الخمص الحوايا كما انطوت خيوطة ماري تغار وتفتل الخمص : الضمر ، والحوايا : جمع حوية ، كثنية وثنايا ، وركية وركايا ، وهو ما تحوى في البطن إذا اجتمع واستدار ، وبعض العرب يقول : حاوية كراوية وروايا ، والخيوطة /الخيوط ، وأتي بالهاء للتأنيث ، إذكاره يعني للجماعة ، كقولك الجارية ، 6 أوما أشبهه ، والماري : الفاتل ، وتغار : يحكم فتلها ، يقال : ماريت الشيء إذا أصلحته ، يصف أنه مصلح محكم كالحبل ، وأخبرني فضل اليزيدي عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي أن الأصمعي سأله عن قول أرطأة بن سهية المري (¬1) :
... ومعرس لعب الكلال ب ... ... رود الشباب كأنه حبل
فقال : ما معنى كأنه حبل ، قلت : أراد الضعيف ، يقول : هو متثن ، فأنكره علي ، فقلت ما معناه ، فقال : ممار .
... وأغدو على القوت الزهيد كما غدا أزل تهاداه التنائف أطحل
الزهيد : الذي يزهد فيه ، والأزل : الأرسح ، وبه يوصف الذئب ، يقال : أرسح ، وأرضع ، وأزل بمعنى واحد ، ومن أمثالهم : لا أنس للذئب الأزل الجائع ، وقال بعضهم : قلت لأعرابي : ما الأرسح؟ فقال : الذئب لا إست له ، ووصف رجل فارسا فقال : قاتله الله أقبل بزبرة أسد ، وأدبر بعجز ذئب ، وذلك أنه يحمد من الفارس أن يكون مصدر أشعر ذلك الموضع ، وأن يكون ممسوح الإست كالذئب ، والتنائف : الأرض القفار ، والأطحل : الذي لونه كلون الطحال ، يقول : أقنع بالقوت الزهيد ، وأعدو في طلبه عدو الذئب .
صفحہ 14
... /غدا طاويا يعارض الريح هافيا يخوت بأذناب الشعاب ويعسل 6ب يقول : غدا طاويا ، طواه الجوع ، كأنه طوى أمعاءه عليه ، يقال : رجل طاو وطيان ، والأنثى طاوية ، وطياء ، والمصدر الطوي ، وهو خمص البطن من أي شيء كان وهافيا : يذهب يمينا وشمالا من شدة الجوع ، ويخوت ويختاته، يختطف ويختلس ، ويقال : خات الذئب الشاة ، واختاتها ، ومشقها وامتشقها ، وامتقدها ، كل ذلك إذا اختطفها ، ويروى أن الفرزدق لقي جريرا بالبصرة ، فقال : لا ، ولكن وردها أبي فاختات في بني مجاشع ، والشعاب : مسائل صغار ، وأذنابها : أواخرها ، يعسل : إذا مر مرا سهلا في استقامة ، من ذلك يقال : الرمح عسال إذا تتابع عن الهتن ، ولم يكن كرا .
... فلما لواه القوت من حيث أمه دعا فأجابته نظائر نحل
لواه دفعه ، يقال : لويت الرجل عن حاجته ليا وليانا ، إذا صرفته عنها ، وأم : قصد ، يقال : أمه ، وايتمه بمعنى واحد ، والنظائر : جمع نظير ، كعجيبة وعجائب ، وكبيرة وكبائر ، وإنما يعني السلق ، وهن إناث الذئب ، الواحدة سلقة ، فإذا أراد الذكور لم يجز عندنا إلا إذا اضطر الشاعر ، كما قال الفرزدق (¬1) :
/ ... وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم خضع الرقاب نواكس الأبصار ... 7أ
ففعائل عندنا من جمع المؤنث ، وإنما جاء في الذكر في غير الضرورة أشياء معدودة ، ليس هذا موضع شرحها ، ونحل : ضوامر ، يقال : نحل جسم فلان ، فمن قال نحل فقد غلط .
صفحہ 15
... مهلهة شيب الوجوه كأنها قداح بكفي ياسر تتقلقل المهلهلة : الدقيقة الجسم ، ومنه سمي امرؤ القيس بن ربيعة بن كليب بن وائل مهلهلا ؛ لأنه أول من أرق الشعر ، والهاء الثانية فيه زائدة ، ويروى حواها ياسر تتقلقل : كأنها أهلة في الدقة ، والمهلهلة في غير هذا الموضع : الذين يحيدون عن الحرب ، ويجبنون ، يقال : هلهل الرجل ، كما قال النكري (¬1) :
... وهم علوا الرماح فأنهلوها إذا خام المهللة البروق (¬2)
والياسر ، واليسر الذي يضرب بالقداح ، والبروق : الذي يبرق بكلامه ، ولا فعل عنده .
... أو الخشرم المبعوث حثحث دبره محابيض أرداهن سام معسل
الخشرم : رئيس النحل ، سمي به الرجل خشرما ، وحثحث : حرك وأزعج ، وهو بمعنى خب ، وليس بمبني عليه ، ولو كان كذلك لقيل : حثث ، وهو كقولهم لال من اللولو ، والدبر : النحل ، الواحدة دبرة ، ومحابيض : جمع محبض ، وهو العود يكون مع مشتار العسل يشير به / النحل ، وفيه قولان ، أنه اضطر ، وذلك أنه أراد أن يقول محابض فأشبع الكسرة ، فصارت ياء للضرورة ، والآخر لا يلزم ضرورة ، لأنه يبنيه على محباض ، فصير الجمع محابيض ، كقولك مفتاح ، ومفاتيح ، والأصل مفتح ، ورداهن ، وأرداهن واحد ، مثل كرمته وأكرمته ، وحسبته وأحسبته ، وما أشبهه ، وإنما يرجع إلى النحل كأنه حثحث دبره الذي أرداهن سام يعسل في المعنى ، ولم يضمر التي ، هكذا قرأناه ، ورويته من وجه آخر أرداهن يعني العيدان إذ جاء بهن إلى الكوارة : وهو موضع النحل ، والسامي : الذي يسمو لطلب العسل ، ومن شأن النحل أن يعسل في الموضع الممتنع الصب ، والمحابض : جمع محبض ، وهو الخشبة التي يستخرج بها العسل .
صفحہ 16
... مهرته فوه كأن شدوقها شقوق العصي كالحات وبسل
المهرتة : المشقوقة الفم شقا واسعا ، والفوه : جمع أفواه ، وفوها ، وهو الواسع الفم ، وشدوق : جمع شدق ، إذا أردت الجمع الكثير ، فإذا أردت القليل قلت : أشداق ، والبسل : الكريهة المرأى ، يقال للرجل الشجاع باسل من الكراهية عند القتال ، وأنشدت عن ابن الأعرابي لرجل أكل حنظلا متكرهه فقال :
شر الطعام الحنظل المبسل يبجع منه كبدي وأكسل (¬1)
/ المبسل : المكروه . البيت أخذه عن علقمة بن عبدة ، في وصف الظليم: ... ... 8أ
فوه كشق العصا لأيا تبينه أسك ما يسمع الأصوات مصلوم (¬2)
... فضج وضجت بالبراح كأنها وإياه نوح فوق علياء ثكل
ويروى إذا هي ضجت بالبراح كأنها ، البراح : الأرض الواسعة ، لا نبت فيها ، والنوح : جمع نائحة ، وقد يكون مصدرا نعت به ، لأنك تقول : ناحت نوحا ، والتناوح في الأصل تقابل الشجر بعضها بعضا بالأغصان ، ومنه سميت النائحة ، لأنها تقابل صاحبتها ، والعلياء : البقعة المشرفة ، يقول : ............... (¬3)
... وأغضى وأغضت واتسى واتست به مراميل عزاها وعزته مرمل
المراميل : جمع مرملة ، وهي التي لا قوت لها ، يقال : أرمل الرجل ، إذا لم يكن له زاد ، والجمع في الحقيقة مرامل ، ولكنه أشبع الكسرة لما اضطر ، فصارت ياء ، وأراد عزاها مرامل وعزته ، يريد أنه لما يئس من الطعام أغض ، لم يصح ، وكان إغضاؤه تعريتها عن فقد الصوت ، ويقال : اتسأت به ، واتسيت به ، واتسأت به ن واتسي واتسيت به ، أي اتست به .
صفحہ 17
... شكا وشكت ثم ارعوى بعد وارعوت وللصبر إن لم ينفع الشكو أجمل
يقول : شكا الذئب إلى الذئاب ، ثم ارعوى بعد التلوي / فكف وصبر عن قرب .
... وفاء وفاءت بادرات وكلها على نكظ مما يكاتم مجمل
ويروى باديات ، رجع ، والنكظ : الشدة ، والمصدر النكظ ، يقال : نكظه شر نكظ إذا أصابه ، وهو هنا الشدة من الجوع ، وفي موضع آخر العجلة .
... وتشرب أسآري القطا الكدر بعدما سرت قربا أحناؤها تتصلصل
... الأسآر : جمع سؤر ، والأسآر البقية ، يقال : أسأرت في الإناء أسأر إذا أبقيت فيه بقية ، يقول : أرد الماء قبل القطا ، وهو أسرع الطير وردا، فيشرب القطا فضلاتي ، يقال : سريت إذا سرت في أول الليل ، وأسريت إذا سرت في آخره ، وقيل : بل هما لغتان ، وهو الذي أذهب إليه ، والقرب : الورود ، يقال: قربت الماء أقرب قربا إذا وردته، وليلة القرب : ليلة ورود الماء ، والأحناء : الجوانب ، الواحد حنو ، وروايتي أحشاؤها ، وهو أجود عندي ويقال لليابس : سمعت له صلصلة ، أي صوت ليبسه ، فيقال : هذه تصلصل أجوافها من العطش ليبسها ، ويقال للحمار مصلصل ، وصلصال إذا صفي صوته ؛ تشبيها بما ذكرت لك.
... هممت وهمت وابتدرنا وأسدلت وشمر مني فارط متمهل
... أسدلت : كفت من العدو ، وهكذا قال ، وحفظي وقصرت ، يريد أن القطا عجزت 9أ عن العدو ، ولم يكل ، والفارط : المتقدم ، وفارط القوم في السفر : هو الذي يتقدم ؛ ليصلح الموضع الذي يقصدونه ، والجمع فراط ، وكل متقدم فهو فارط ، وإنما ضرب الإسدال مثلا .
صفحہ 18
... فوليت عنها وهي تكبو لعقره يباشره منها ذقون وحوصل ... تكبوا : تتساقط من الضعف ، والعقرة : مقام الساقي من الحوض ، والذقون : جمع ذقن في الكثرة ، وفي القلة الأذقان ، وحوصل : جمع حوصلة ، كجندل وجندلة ، يقول : وردت وصدرت والقطا يكرع بعد ، لم يصدر ، وكنت أسرع منها .
... كأن وغاها حجرتيه وحوله أضاميم من سفر القبائل نزل
... وغاها ووعاها ووحاها واحد ، وهو أصواتها ، وحجرتاه : ناحيتاه ، وأضاميم : جمع إضمامة ، وهم القوم ينضم بعضهم إلى بعض في السفر ، والإضمامة في الأصل الإضبارة ، والسفر : المسافرون ، ويروى من سفلى القبائل : يريد من مؤخرهم .
... توافين من شتى إليه فضمها كما ضم أذواد الأصاريم منهل
... الشت : الطرق المختلفة ، وهو مأخوذ من التشتت ، وهو التفرق ، والأذواد جمع ذود ، وهو ما بين الثلاث إلى العشرة / من الإبل ، والأصاريم : جمع أصرام ، الواحد صرم وهو القطعة من الإبل ، والمنهل : الماء ، وشبه القطا بكثرة الناس في الورود .
... فعبت غشاشا ثم مرت كأنها مع الصبح ركب من أحاضة مجفل
... عبت : من عب يعب إذا شرب الماء فصبه صبا في الحلق ، وفي الحديث : ( مصوا الماء مصا ، ولا تعبوه عبا ، فإن الكباد من العب ) (¬1) عبت : تابعت الشرب كأنها تصبه في أجوافها ، والغشاش : الشيء القليل ، يريد وإنها وإن تابعت الشرب فذاك منها قليل ، وإحاظة فيما ذكر أحمد بن يحيى قبيلة من الأزد ، وقال لي غيره : وهي قبيلة من اليمن ، ولم يعرفها ، قال أبو العباس محمد بن يزيد : ولم أسمع باسمها إلا في هذا الشعر ، والمجغل : المسرع ، والركب : ركبان الإبل خاصة ، دون غيرها ، وقال بعضهم : غشاشا : عن عجلة ، والعب : الجرع ، يقول : وردت على عجلة ، ثم صدرت في بقايا الظلمة في الفجر .
صفحہ 19
... وآلف وجه الأرض عند افتراشها بأهدأ تنبيه سناسن قحل ... تنبيه : تنمية ، بأهدأ : يريد بمنكب أهدأ ، يريد فيه انحناء ، وقيل : الأهدأ الشديد الثبات في المكان ، يعني جنبه ، وتنييه تخفيه وترفعه من الأرض ، ويروى تنبيه من نبا ينبو عن الشيء إذا جفا عنه ، ويروى وتثنيه أي تكفه من لزوم الأرض ، والسناسن : حروف فقار الظهر ، وهي / مغارز رؤؤس الأضلاع ، وقحل : جمع قاحل ، وهو 10 أاليابس ، يقال : قحل جلده إذا جف .
... وأعدل منحوض كأن فصوصه كعاب دحاها لاعب وهي مثل
المنحوض : القليل اللحم ، يقول : أعدل ذراعا منحوضا ، أي قليل لحمه؛ فأتوسده ، وفصوصه فواصل عظامه ، الواحد فص ، ودحاها : بسطها ، شبهها في قلة لحمها وضمورها بكعاب ضرب بها ، مثل ، أي انتصبت ، وإنما يريد بهذا كله أنه قليل اللحم ، ضعيف ، معصوب ، له عظام شديدة العصب ,
... فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطل لما اغتبطت بالشنفرى قبل أطول
... القسطل : الغبار ، إنما يريد بأم قسطل الحرب ، تبتئس : تلقى بؤسا من فراقه .
... طريد جنايات تياسرن لحمه عقيرته لأيها حم أول
... تياسرن : اقتسمن لحمه ؛ كأنهن ضربن عليه بالميسر ، وهي القداح، والياسر واليسر الضارب بالقداح ، وعقيرته نفسه وجثته اللتان تعقران متى ظفربه .
... تنام إذا ما نام يقظى عيونها حثاثا إلى مكروهه تتغلغل
... تنام يعني الجنايات ، هي في نومها يقظى عيونها ، يقول : إذا قصر / 10 ب الطالبون عني بالإوتار التي هي جمع وتر ، بمعنى الإهدار ، لم تقصر الجنايات ، ويبقين لي طالبا أحذره ، وحثاثا سراعا .
... وإلف هموم ما تزال تعوده عيادا كحمى الربع أو هي أثقل
... حمى الربع : تأخذ المرء يوما وتدعه يومين ، وتأخذه في الرابع ، يقول : تعتاده الهموم كما تعتاد حمى الربع المحموم .
صفحہ 20
... إذا وردت أصدرتها ثم إنها تثوب فتأتي من تحيت ومن عل لا كلام على هذا البيت .
... فإما تريني كابنة الرمل ضاحيا على رقة أحفى ولا أتنعل
... ابنة الرمل : الوحشية ، ضاحيا : بارزا للقر والحر ، كهذه الوحشية ، ويقال : هي الحية ، ويقال : هي بقرة على رقة حال وهزال ، وبنات الرمل : الحيات ، وما أشبهها من ساكنات الرمل ، ويروى أتسربل .
... فإني لمولى الصبر أجتاب بزه على مثل قلب السمع والحزم أفعل
... ويروى أفضل ، مولى الصبر : وليه، وأجتاب : أقطع، وهذا مثل ضربه ، والسمع : ولد الذئب من الضبع ، والعسبارة : ولد الضبع من الذئب .
... وأعدم أحيانا وأغنى وإنما ينال الغنى ذو البعدة المتبذل
/ ... يقال : عدم الرجل يعدم ، وأعدم يعدم بمعنى ، وأغنى : وأستغني ، والبعدة 11 أفي الهمة ، يقول : من كان بعيد الهمة نال ما طلب ، يروى بكسر الباء وضمها .
... فلا جزع من خلة متكثف ولا مرح تحت الغنى أتخيل
... المتكشف : الذي يكشف فقره للناس ، والمتخيل : المختال بغناه .
... ولا تزدهي الأجهال حلمي ولا أرى سؤولا بأعقاب الأقاويل أنمل
... تزدهي : تستحق ، والأجهال : جمع جهل ، لغة شاذة ، بل جمع جهل جهول ، وهي اللغة المستعملة ، بأعقاب : بما أخر ، أنمل ، أنم ، يقال : يقال رجل نملة إذا كان نماما ونمل ينمل إذا نم ، والنملة والنملة النميمة .
... وليلة نحس يصطلي القوس ربها وأقطعه اللاتي بها يتنبل
... يروى وأقدحه ، النحس : البرد هاهنا ، وإذا اصطلى الأعرابي قوي ، فليس وراء ذلك في الشدة شيء ، والأقطع : جمع قطع ، وهو السهم القصير العريض النصل ، ويتنبل : يختار لرميه ، وأنشد الأصمعي لذي الأصبع (¬1) :
صفحہ 21
قوم أفواقها وترصها أنبل عدوان كلها صنعا
... دعست على غطش وبغش وصحبتي / سعار وإرزيز ووجر وأفكل 11ب
... دعست : دفعت ، يقول : سريت على هذه الحالة ، والغطش : الظلمة ، من قوله تعلى : [وأغطش ليلها] (¬1) قال الأعشى (¬2) :
... ... ... وبهماء بالليل غطشى الفلاة يؤنسني صوت فيادها
والبغش : المطر الخفيف ، وأرض مبغوشة : أي ممطورة ، والسعار : حر يجده الإنسان في جوفه من شدة الجوع والبرد ، وأرزيز : إفعيل من أحد شيئين : من الإتزاز ، أي الثبوت ، يريد أنه يجمد في مكانه من شدة البرد ، أو يكون من الرز ، وهو صوت أحشائه من الشدة والوجر : الخوف ، يقال : أنا أوجر من ذاك ، ووجر من ذاك ، أي أخاف ، والأفكل : الرعدة.
... فأيمت نسوانا وأيتمت آلدة وعدت كما أبدأت والليل أليل
... أيمت : جعلتهم أيامى ، بلا أزواج ، والأيم التي لا زوج لها ، يقال : فلانة بينة الأيمة ، والأيوم ، واليتم في الناس من قبل الآباء ، وفي البهائم من قبل الأمهات ، هذا قول الأصمعي ، ويقال : وإلدة وولدة ، بهمز الواو ، انكسرت ، كما قالوا في وجوه أجوه ، وأقتت في وقتت ، وكذلك يفعل بها إذا انكسرت ، أو انضمت من غير إعراب ، فهنا مطرد فيها ، وأبدأت : ابتدأت ، يقال : من أين الركب ، ووضح وأوضح وطرأ ، ودره ، أي من أين ابتدأ ، أو طلع ، والليل ثابت الظلمة ، مستحكما ، يقال : نهار أشهر ، وشهر أشهر ، ودهر أدهر ، إذا كمل
/ ... وأصبح عني بالغميصاء جالسا فريقان مسؤول وآخر يسأل 12أ
... الغميصاء : موضع ، وجالس : أي المجلس ، وهي نجد ، يقال : جلس إذا أتى المجلس ، أي نجد ، وأنشد الأصمعي :
صفحہ 22
... ... إذا أم سرياح غدت في ظعائن جوالس نجدا ظلت العين تدمع (¬1)
... فقالوا لقد هرت بليل كلابنا فقلنا أذئب عس أم عس فرغل
... عس : طاف ودار ، ومنه سمي العسس عسسا ، والفرغل : ولد الضبع ، والأنثى فرغلة ، والجمع فراغل ، يقول : دعست عليهم ؛ فنبحت كلابهم ، فتوهموها ذئبا .
... فلم تك إلا نبأة ثم هومت فقلنا قطاة ريع أم ريع أجدل
... نبأة : صوت ، هومت : يعني الكلاب ، أي نامت بعد النباح ، والأجدل : الصقر ، وهو مأخوذ من الجدل ، وأم بدل عن الألف ، ويروى أو ريع وريعي أقرع .
... فإن يك من جن لأبرح طارقا وإن يك أنسا ماكها الأنس تفعل
... لأبرح طارقا : لأعظم طارقا وأكرم ، ويجوز أن يكون حكى عن القوم ، ويريد أنه كان يأتي بالبرحاء ، وهي الداهية ، أبرح : آتي بالبرح ، وهي الشدة ، وقال بعضهم : البرح ، وهو الأول أكثر ، قال : حرم ما كنت أول مشتاق أضربه ، برح النوى ، وعذاب فيه تعيير ، /والكاف في قوله : كها كاف التشبيه ، والهاء والألف راجعان إلى فعلته ، 12ب وهذا كقول العرب : من يعق أباه لا يفلح بعدها ، يريدون بعد الصفة والفعلة .
... ويوم من الشعرى يذوب لوابه أفاعيه في رمضائه تتململ
... لوابه ، ولعابه واحد ، وهو لعاب الشمس الذي يرى في شدة الحر، وهو كالخيوط يعرض في العين .
... نصبت له وجهي ولا كن دونه ولا ستر إلا الأتحمي المرعبل
... الأتحمي : ضرب من البرود ، المرعبل : المقطع الرقيق ، يقال : رعبلته إذا قطعته ورقعته .
صفحہ 23
... وضاف إذا هبت له الريح طيرت لبائد عن أعطافه ما ترجل ... الضافي : السابغ ، وإنما عنى شعره ، يقول : ليس يستره في هذا الحر إلا البرد والشعر، اللبائد : جمع لبيدة ، وهو ما تلبد من شعره ؛ لأنه لا يرجله، ولا يدهنه ، وترجل : تسرح .
... بعيد بمس الدهن والفلي عهده له عبس عاف من الغسل محول
... أصل العبس ما يتعلق بأذناب الشاء والإبل وألبانها من الأرواث والأوعاف كثير ، يقال : عفا شعره إذا كثر ، والغسل : ما يغسل به الرأس ، ومحول : أتى عليه الحول ، يقول : له من / التراب والأوساخ ما يقوم له مقام الغسل ، ولم ينق رأسه حين غسله 13أ ففيه عبس منه .
... وخرق كضهر الترس قفر قطعته بعاملتين ظهره ليس يعمل
... الخرق : البلد الواسع ، الذي يتوسع فيه ، وتتخرقه الريح كظهر الترس من استوائه ، وعاملتين يعني رجليه ، ليس يعمل : أي غير مسلوك ظهر هذا الخرق .
... فألحقت أولاه بأخراه موفيا على قنة أقعي مرارا وأمثل
... أي قطعته ، وجزته عدوا ، موفيا : مشرفا ، على قنة : جبل ، والقنة والقلة أعلى الجبل ، والإقعاء : القعود على الركبتين ، وباطن الفخذين ، كقعدة الكلب والسبع ، وأمثل : أنتصب ، وإنما يقعي ويمثل ؛ لأنه منتبه مرتقب ؛ ليرى من يطلع له فيغير عليه .
... ترود الأراوي الصحم حولي كأنها عذارى عليهن الملاء المذيل
... ترود : تذهب وتجيء ، وواحد الأراوي أروية، وهي أنثى التيس البري ، والصحم : الحمرة ، والصحمة التي تضرب إلى سواد ، وليست السحم ، وقال بعض الملاص لنفسه ، أو رفيقه :
... ... إياك والأصحم أن تعتاره ... يكذبك من أبصر يوما ناره
تعتاره : يريد تعتريه بأخذه ، والنار السمة ، يقال : ما نار هذا البعير ، فيقال : ميسم بني فلان ، إن خبيت هذا البعير علم أنك غير مالك له لسمته ، والمذيل : الطويل الذيل .
صفحہ 24
... ويركدن بالآصال حولي كأنني من العصم أدفى ينتحي الكيح أعقل
... ويرى من العصم أرفى ينتحي ، يركدن : يثبتن ، من ركدالماء ، وينتحي : يقصد ، والله أعلم .
... تمت القصيدة المنسوبة لأبي العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد ، التي على قصيدة الشنفرى ، المشهورة بلامية العرب ، على يد كاتبها الفقير إلى الله تعالى محمد أحمد القلتي ، في يوم الأحد ، خلت من شهر جماد الأول ، سنة 1271 ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
صفحہ 25