والجمال - بكسر الجيم - : جمع جمل (¬1) ، ونصبه على المفعول به من الضمير المستتر في : استعد ، و أل فيه ضرورة ، إذ لم يتقدم له ذكر ، ويحتمل أن يكون نائبا عن المضاف ، أي : جماله (¬2) ، و أل في الجمال الثاني للعهد .
وثم : حرف عطف للترتيب الانفصالي (¬3) .
وعالى : فعل مزيد فيه الألف لموافقة أفعل الرباعي ، وهو أعلا (¬4) .
¬__________
(¬1) ذكر الناظم إعداد الجمال من أجل الذهاب للحج ، لأجل أنها الراحلة المعروفة في ذلك الزمان للأسفار البعيدة ، لما تتمتع به من ميزات تجعلها قادرة على التحمل، وقد نوه الله بشأنها في أمر هذه العبادة نفسها؛ إذ قال سبحانه آمرا خليله إبراهيم - عليه السلام - : { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق } ( سورة الحج ، الآية 27 ) .
(¬2) مقتضى كلامه أن " أل " نائبة عن المضاف إليه ، لا عن المضاف ، بمعنى أن الأصل أن يقول : عزم الحج فأعد جماله، فلما أتى بأل التعريف نابت عن المضاف إليه، والذي هو هنا هاء الضمير، لأن الأصل في المعرف بالألف واللام أن لا يضاف ، والله أعلم. وهذه مسألة مختلف فيها بين النحويين، أي: هل يجوز أن تنوب " أل " عن الضمير المضاف إليه ؟ ، فمنعه أكثر البصريين، وجوزه الكوفيون وبعض البصريين وكثير من المتأخرين. انظر: ( ابن هشام ، مغني اللبيب ، ج1 ص338 ) .
(¬3) أي أنها تفيد المهلة والتراخي، وقد عطف الناظم بها لتراخي إعلاء الرحال على الجمال عن استعدادها .
(¬4) في اللسان: علا الفرس بمعنى ركبه، ويقال: عاليته على الحمار وعليته عليه، وفي القاموس: علاه وأعلاه وعالاه وعلاه واعلولاه بمعنى صعده. انظر : ( ابن منظور، لسان العرب، علا ج15 ص87 ) ، ( الفيروزآبادي، القاموس المحيط، علا ص1314 ).
صفحہ 10