اسم لذوي العلم من الملائكة والثقلين، ثم ثنى بما ذكره في المعالم، ووجه جمعيته بما أشير إليه من الشمول، وكونها بالياء والنون مع عدم العلمية والوصفية بأنه إنما ساغ ذلك لمعنى الوصفية فيه، وهي الدلالة على معنى العلم. وها هنا في حواشيهما أبحادث نفيسة، أعرضنا عنها خشية الطول، والذي جزم به ابن مالك وقال إنه التحقيق، هو كون العالم اسم جمع محمولًا على الجمع، لأنه لو كان جمعًا لعالم لزم أن يكون المفرد أوسع دلالة من الجمع، لأن العالم اسم لما سوى الله تعالى، والعالمين خاص بالعقلاء. قلت: الظاهر الذي يثلج له الصدر أن العالم له في كلامهم استعمالان، فتارةً يطلقونه بمعنى ما سوى الله تعالى كما هو إطلاق المتكلمين والمناطقة، وتارةً يطلقونه على بعض أصناف الموجودات، وأجناسها كما يقال عالم الملائكة، وعالم الإنس، وعالم الجن، وعالم البنات وغير ذلك، وإنما يقصدون إلى جمعه على هذا الاستعمال الثاني، وعليه فلا يكون المفرد أوسع دائرة من جمعه كما يقوله ابن مالك ﵀ لاختلاف المجموع، ويؤيده ما ورد في الأخبار المأثورة من الخلاف في أعداد العوالم، فقيل: لله تعالى ألف عالم، وقيل: ثمانية عشر ألف عالم، وقيل: أربعون ألف عالم، وقيل: ثمانون ألف عالم، وقيل: مائة ألف عالم، وقيل غير ذلك. قال كعب الأحبار: لا يحصى عدد العالمين إلا الله، ﴿وما يعلم جنود ربك إلا هو﴾. وقد بسطها «الثعلبي» في تفسيره، والسيوطي في «الدر» وغيره، ونقل
1 / 44