ثم أتبع هذا بأن قال: «وإن الطبيعة الأولى لعظيمة النفع» على أن هذا الكلام يكتب على نسختين مختلفتين إحداهما هذه النسخة التي وصفتها ومن يتولاها يزعم أن أبقراط إنما أراد أن يصحح ويؤكد أن «الطبع الأول» الأصلي «عظيم المنفعة». والنسخة الأخرى يضاف إليها شيء من الكلام الذي بعد هذا وهو قوله «ينبغي أن تتفقد وتنظر» فيكون نسق الكلام في هذه النسخة على هذا المثال: «وينبغي أن تتفقد وتنظر هل للطبيعة الأولى عظيم نفع».
[chapter 35]
قال أبقراط: وينبغي أن تتفقد وتنظر مع ذلك فيما يكون من قبل التدبير.
قال جالينوس: إن «التدبير» ويعني به ما يؤكل ويشرب ربما خشن اللسان والحنجرة فجعل الصوت منهما خشنا. وبالواجب أشار «بتفقد» هذا حتى يكون الطبيب متى سمع صوت المريض وفيه خشونة يتفقد أولا ويبحث لعل صوته كان بالطبع كذلك ثم من بعد ذلك يبحث وينظر لعل تلك الخشونة إنما حدثت في صوته بسبب تدبير يدبر به من مطعم أو مشرب. فإنه إذا بحث عن ذلك فوجد أن صوته لم يكن كذلك بالطبع ولا حدثت له الخشونة فيه بسبب تدبير يدبر به لم يبق إلا أن ينتج الخلة الثالثة وهي أن صوته إنما صار بتلك الحال بسبب مرضه وأن ذلك المرض أورث آلات الصوت صلابة بسبب إفراط اليبس عليها.
[chapter 36]
قال أبقراط: طوال الرؤوس طوال الرقاب من قبل الانحناء.
صفحہ 166