178

شرح الإلمام بأحاديث الأحكام

شرح الإلمام بأحاديث الأحكام

تحقیق کنندہ

محمد خلوف العبد الله

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

پبلشر کا مقام

سوريا

اصناف

وقال الأزهري: كلُّ نهر لا ينقطع ماؤُه مثلُ دجلةَ والنيلِ، وما أشبههما من الأنهار [العذبة] الكبارِ، فهي بحار، وأما البحر الكبير الذي هو مَغيضُ هذه الأنهارِ الكبارِ فلا يكون ماؤُه إلَّا مِلحًا أُجاجًا، ولا يكون ماؤه إلَّا راكدًا، وأما هذه الأنهار العذبةُ فماؤُها جارٍ (١).
النظر الثَّاني: فيما ترجعُ إليه هذه اللفظةُ: والذي تلخَّصَ لنا من كلام أهلِ اللغة أصلان:
أحدهما: معنى السَّعة، والثاني: معنى الشَّق.
أما الأولُ: فقال محمد بن جعفر القزَّاز - بعدَ ذكر البحر -: سمِّي بذلك لسَعته من قولهم: تبحَّر الرجلُ في العلم بكذا: اتَّسع (٢)، وكذا تَبحَّرَ المال.
وفي هذا الكلام نظرٌ؛ لأنَّ الصوابَ أن التبحرَ في المال والعلم مأخوذٌ من البحر، لا أنَّ البحرَ مأخوذٌ منه.
وقال صاحبُ كتاب "السبب في حصر كلام العرب" (٣): سُمِّي به لسَعته.
وقال الليثُ - فيما حكاه الأزهري عنه -: سُمي البحرُ بحرًا؛

(١) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (٥/ ٣٩)، (مادة: بحر).
(٢) وكذا ذكر الخطابي في "غريب الحديث" (٣/ ١٥٢).
(٣) هو للحسين بن المهذب المصري اللغوي، كما ذكر حاجي خليفة في "كشف الظنون" (٢/ ٩٧٥) وعنده: "السبب في حصر لغات العرب".

1 / 77