شرح فصول ابقراط للکیلانی
شرح فصول أبقراط للكيلاني
اصناف
قال * الحكيم (107) أبقراط: من اعتاد تعبا ما فهو وإن كان ضعيف البدن أو * شيخا (108) فهو أحمل لذلك التعب الذي اعتداه ممن لم يعتده وإن كان قويا * شابا. (109)
[commentary]
واعلم أن الأعضاء الضعيفة والصغيرة الدقيقة تقوى وتعظم بالدلك والرياضة الدائمة التي تخصها مثل من كان قضيف الساقين. فإنا نأمره بالإحضار والعدو المعتدل والدلك اليسير. ثم اليوم الثاني يحفظ ذلك الدلك بحاله ويزيد في الرياضة. وفي الثالث أيضا نفعل هكذا حتى تتحلل الفضلات المسددة لمسالك الدم، ويتوجه إليهما الدم الغاذي وجذباه بالسخونة واندمجا بالدلك، وكذلك يشهد الأشياء الثقيلة والآلات التي يرفعها الصريعون لتقوية أبدانهم وسمن عضدهم. فعلم أن التعب الذي اعتاده العضو يصير طبيعيا غير مضر له بل يشتد ويقوى به PageVW0P017B فيكون البدن المعود أحمل للتعب الذي اعتاده ممن لم يعتده.
13
[aphorism]
قال أبقراط الحكيم: ما قد اعتاده الانسان منذ زمان * طويل (110) وإن كان أضر مما لم يعتده، فاذاه له أقل، فينبغي أن ينتقل الانسان إلى ما لم * يعتده (111) .
[commentary]
يعني أي شيء اعتاده الانسان منذ زمان طويل من المأكول والمشروب وغيرهما وإن كان أضر وأخس مما لم يعتده * فأذاه له أقل لأن (112) ذلك الشيء PageVW1P011B يصير طبيعيا له ومألوفا، ويحصل للبدن عند اعتياده به قوة مصلحة لفساده وتكون طبيعته محتملة لاذاه كما تكسب الأعضاء المتحركة احتمال التعب من الشيء المتعب بزمان طويل. فينبغي أن لا يقتصر الانسان على الأشياء اللذيذة المرغوبة دائما بل ينبغي أن ينتقل بالتدريج إلى غيرها ويمرن نفسه بالعادات المختلفة حتى لو وقع فيها ضروريا واضطر باستعمال تلك الأشياء لم يكن أجنبيا منها ولم تكن تلك الأشياء مضرة له. ولذلك قيل أن العادة طبيعة مكتسبة ينتفع بها في كثير PageVW0P018A من التدابير الطبيعية كما لو احتجنا إلى إخراج الدم أو سقي الماء البارد في الحمى الحادة الحارة. فإنا لا نتوقف فيمن كان معتاده ولا نقدم على من لم يعتده كل الإقدام سيما الفصد فيمن يغشي عليه والماء البارد فيمن أحشاؤه ضعيفة.
14
[aphorism]
نامعلوم صفحہ