شرح فصول ابقراط للکیلانی
شرح فصول أبقراط للكيلاني
اصناف
[commentary]
إن الشراب للطافة * جوهره (857) واعتدال قوامه وسرعة نفوذه وخفة بخاره وجودة هضمه متى أفرط شاربه وملأت بخاراته الرطبة الدماغ واكتسبت هناك برودة * وغلظا (858) حتى تنسد مسالك الروح النفساني بتراكمها حدثت السكتة. وأما إن يكون الشدة في مجاري الروح إلى الدماغ عندما تنسد الشريانات والعروق من كثرة الدم وشدة امتلائه المكتسب من الشراب فلا تجد الروح فيها محالا ومنفذا، فيختنق ويعرض من ذلك ما يعرض عند سد العرقين السباتيين من سقوط الحس والحركة. وأما التشنج النازل إلى الأعصاب فسببه أن المادة التي تغشى الدماغ أو * الأذى (859) الذي يلحقه يلحق الأعصاب أيضا، فيكون حالها حاله، وذلك لاتباعها لجوهر الدماغ PageVW0P096A وتأذيها يما يتأذى به الدماغ وامتلاؤها من الخلط المندفع إليها من مبادئها بحيث يزداد عرضها ويتقلص طولها. وإنما يعرض التشنج ولا يعرض PageVW1P065A الاسترخاء فيفعل انقباضا وتقلصا من الدماغ ولا يفعل استرخاء وانبساطا لأن الدماغ يحاول في تلك الحالة دفع شيء غير ملائم له والدفع إنما * يتأتى (860) بالانقباض * والانعصار (861) . وإنما عنى به الأول * لأنه (862) قال: يتشنج ويموت إلا أن تحدث به حمى، أي لو عرضت الحمى من شدة مقاومة الطبيعة بالمرض * فحرارتها (863) تلطف الأبخرة وتحللها * وتدفعها (864) فيبرأ. وإن لم تعرض به الحمى ولكن شمرت الطبيعة عن ساق الجد واستولت على المادة بمعونة الحرارة الغريزية وحرارة الغريبة المكتسبة من الشراب على الرطوبات والأبخرة بالتجفيف والتحليل في الوقت الذي ينحل فيه الخمار على حسب اختلاف أمزجة الشاربين وتفاوت غلظ أبخرة الشراب ولطافتها * وبحسب (865) قوتها وفترتها. واحد يتكلم في تلك الحالة كان دليلا على براءه وإلا انغمرت الحرارة المحيية في رطوبات الشراب ومات.
113
[aphorism]
* قال أبقراط الحكيم (866) : إذا حدث بعد سيلان الدم اختلاط في الذهن أو تشنج فذلك دليل رديء. PageVW0P096B
[commentary]
اعلم أن الدم هو * غاذ (867) للبدن وبدل لما يتحلل منه من الرطوبات ويتولد من الدم الوارد على البطن الأيسر من القلب جوهرا بخاريا لطيفا يسري منه إلى الأعضاء ذا صورة وكيفية تفيد البدن الحياة وعنها تصدر أفعال الحي، وذلك الجوهر يسمى روحا، وتلك الصورة هي نفس القوة الحيوانية، أعني القوة التي بوجودها في الحيوان توجد الحياة ومنها تصدر أفعاله. وأما الكيفية فهي الحرارة المحيية التي تسمى غريزية بتوسطها يظهر من سائر PageVW1P065B القوى أفعالها وهي تجري منها مجرى الآلة، فمتى حدث بعد سيلان الدم الكثير اختلاط في الذهن دل على نقصان الدم * الذي (868) هو مادة الأرواح وضعف القوى كلها وانحلال الحرارة الغريزية التي هي آلة لها ونقصان الرطوبة الغريزية وغلبة اليبوسة لأن الحرارة تقوم بالرطوبة وتغتذي منها، فلا بد أن يختلط الذهن بسبب اليبوسة ويضعف إدراكه بسبب ضعف القوى. وحدوث التشنج بعد سيلان الدم دليل أيضا على نقصان الرطوبة لأن الرطوبة المداخلة في الأعضاء الأصلية وهي غير اللحم والشحم * منذ ابتداء النشو التي بها اتصال أجزائها ومبدأها من النطفة (869) ، ولهذا يكون الأطفال * والصبيان (870) أرطب مزاجا لقرب عهدهم PageVW0P097A بالنطفة ومبدأ النطفة من الدم المشوب فيها الأخلاط الأربعة، وتستحفظ تلك الرطوبة بالدم الوارد على البدن * فالتشنج (871) الحادث بعد سيلان الدم دليل على يبوسة الأعضاء الأصلية وجفاف الأعصاب وصلابتها التي * نالتها (872) من استفراغ الدم المرطب لها ولغلبة اليبوسة عليها، فاعلم.
114
[aphorism]
* قال أبقراط رحمه الله (873) : إذا جرى من البدن دم كثير فحدث فواق أو تشنج فتلك علامة رديئة.
نامعلوم صفحہ