شرح فصول ابقراط للکیلانی
شرح فصول أبقراط للكيلاني
اصناف
قال أبقراط: من كان لحمه رطبا فينبغي أن يجوع، فإن الجوع يجفف * الأبدان. (178)
[commentary]
إن المجففات كثيرة مثل * الاستفراغ (179) وتواتر الحركات البدنية والنفسانية وملاقاة الشيء اليابس بالفعل المجفف حسب ما يفعله التراب ويبس السمائم * وتناول (180) الشيء اليابس بالقوة والمجفف كالنمكسود وورود المستفرغ المحلل كالاستحمام والسهر والتضحي للشمس وغيرها من المسخنات. وإنما خص التجفيف من بين المجففات بالجوع لينبئنا أن الجوع الذي يجفف بالعرض ومع تجفيفه الخفي اليسير ينفع البدن الرطب فانتفاعه بالمجففات القوية الظاهرة يكون أولى، فلا جرم من عرض له مرض بلغماني وانحرف مزاجه إلى الرطوبة كالاستسقاء والفلج والتشنج PageVW0P028A والاسترخاء ونحوها ينبغي أن يقلل طعامه ويجوع لئلا يرد على بدنه بدل مما يتحلل منه من الرطوبات * وأقبلت (181) القوة المدبرة الإلهية على هضم الرطوبات الفضلية واشتغلت الحرارة المحيية بتسخينها وتحليلها ونهضت القوى إلى إنضاجها ليكون غذاء للبدن إن كانت قابلة وصالحة لاستحالتها إلى الغذاء، وإلا دفعتها باستفراغ مناسب فحصل له التجفيف بطريق حسن ويمكن أ ن يكون البدن الصحيح مائلا إلى الرطوبة ويتوقع فيه حدوث المرض الرطوبي فينتفع بتقليل الغذاء.
25
[aphorism]
قال أبقراط * رحمه الله (182) : من كان بطنه لينا فإنه ما دام شابا فهو أحسن حالا ممن كان بطنه يابسا، ثم يؤول حاله إلى الشيخوخة إلى أن يصير أردى، PageVW1P018B وذلك أن بطنه يجف إذا أشاخ على الأمر الأكثر.
[commentary]
اعلم أن مزاج الشبان حارة رطبة بالاعتدال ومزاج المشايخ باردة يابسة والحرارة الغريزية في الشبان PageVW0P028B أوفر والقوى الطبيعية أقوى، فكان ما يرد عليهم من الغذاء الزائد من بدل ما يتحلل منهم ينصرف إلى النماء، فمتى وقف النمو جمع الفضلات ودفعتها القوة الدافعة بتليين البطن. فيكون أحسن حالا من الشاب الذي يكون يابس البطن. فإذا شاخ وصار يابس المزاج نشف رطوباته الرقيقة استيلاء يبس مزاجه وجهد برودة مزاجه الغليظة منها وضعفت القوة الدافعة عن دفعها. فيكون يابس البطن. فقال بناء على هذا المعنى إنه تؤول حاله عند الشيخوخة إلى أن يصير أردى، أحسب أنه يبين في هذا الفصل أن لين الطبن أجود وأقرب إلى الصحة في * الشاب (183) كان أو في الشيخ ويكون فحوي كلامه أنه من كان بطنه في شبابه لينا فهو أحسن حالا ممن كان بطنه في شبابه يابسا لأن فضلات بدنه تستفرغ بالتدريج وينقي بدنه ولا يجتمع فيه الأخلاط الرديئة والمواد المؤدية إلى السقم بخلاف ما لو كان في PageVW0P029A شبابه يابس البطن فتحتبس فيه الفضلات والمواد الغير المحتاجة إليها فيتوقع حدوث الأمراض التي تقتضيها، فلا جرم يكون الشاب اللين البطن أحسن حالا وأصح بدنا من الشاب اليابس البطن ما دام شابا لا مطلقا لأنه يؤول إلى العكس عند الشيخوخة لأنه يصير الشاب اليابس البطن حاله أجود وأحسن عند الشيخوخة PageVW1P019A لأنه يلين بطنه من الشاب اللين البطن لأنه يكون يابس البطن، فلا جرم يصير أردى حالا عند الشيخوخة من الشاب اليابس * البطن (184) .
26
[aphorism]
نامعلوم صفحہ