80

قال أبقراط: إذا كان يعرض نافض في حمى غير مفارقة لمن قد ضعف، فذلك (217) من علامات PageVW3P074B الموت.

[commentary]

قال عبد اللطيف: ما أحسن قوله: "إذا كانت يعرض" فإنه يدل على الحال والاستمرار لأنه لو قال: "إذا عرضت" دل على الوقوع مرة واحدة والانقطاع (218) بعد ذلك لأن إذا يقع بعدها الماضي، وإذا أردت أن يقع بعدها المستقبل أثبت بالكلمة الوجودية، فقلت إذا كان يقوم، ولو قلت إذا يقوم لم يحسن إلا بإضمار كان. فإذا كانت النافض تعرض PageVW0P065A لمن به حمى دائمة مرارا كثيرة، فذلك ردئ لأنها تزعزع البدن وتزعجه وتضعفه ولأن تكررها يدل على كثرة المادة وغلظها، فإن كانت القوة مع ذلك ضعيفة لم تحتمل زعزعتها ولم تقو على إنضاج مادتها فلذلك كانت من علامات الموت. فإن تكررت وكان معها عرق ولم تنقص بالعرق (219) كانت أدل على الموت لأن العرق يزيد القوة ضعفا ويحلها ويدل على كثرة المادة، ولذلك لم تنقص بالعرق. فأما إن كانت (220) النافض مرة فقد يدل على البحران، فإن كان معها عرق كانت أدل على السلامة والإفراق، فإن تبعها خف صدق الحكم.

[فصل رقم 157]

[aphorism]

قال أبقراط: في الحمى التي لا تفارق، PageVW2P077B النخاعة (221)، الكمدة (222)، والشبيهة بالدم، والمنتنة، والتي هي من جنس المرار، كلها رديئة؛ فإن انتفضت انتفاضا جيدا (223) فهي محمودة (224). وكذلك الحال في البراز والبول، فإن خرج ما لا ينتفع به من أحد هذه المواضع، فذلك ردئ.

[commentary]

قال عبد اللطيف: أقول بإيجاز (225) أن كل شيء ردئ يستفرغ واستفراغه جيد، فإن أمره يؤول إلى الخير. واعلم أن الأشياء الرديئة التي تستفرغ تدل على حالات رديئة في الأبدان، فإن كان خروجها على جهة الاستنقاء (226) كان محمودا، كخروج المدة من الخراج المنفجر (227)، ويدل على جودته سهولة خروجه ونضجه واحتمال المريض له وخفته به . وإن كان خروجه (228) على جهة السيلان والغلبة كان رديئا، كما تسيل القروح بالصديد، فالنفث الرديء يدل على الفساد، فإن انتفضت به المادة انتفاضا كاملا وحصل استنقاء فهي جيدة، أي فخروجها جيد (229)، وكذلك PageVW1P056B حال البراز والبول. وقوله: "فإن خرج ما لا ينتفع به من أحد هذه المواضع" * أي فإن خرج ما لا يحصل به الاستنقاء من أحد هذه المواضع (230). "فذلك ردئ" PageVW3P075A لأنه يدل على غلبة المادة الرديئة واستيلائها، وأن ما خرج ليس عن فعل الطبيعة، بل على جهة الفساد والاستحالة أو الغلبة (231).

[فصل رقم 158]

[aphorism]

نامعلوم صفحہ