***146]
وهذا حقيقة الأمر بين الأمرين الذي حققه السلف الصالح من أولياء الحكمة ومنابع التحقيق كمولينا الفيلسوف صدر الحكماء والمتألهين رضوان الله عليه وتبعه غيره من المحققين.
وهو تعالى عزيز بالمعنى الثالث، لأن الصرف لا يتثنى ولا يتكرر، وكلما فرضته ثانيا فهو هو. كما هو المحقق في مقامه وليس في هذا المختصر موضع ذكره.
والعزيز من أسماء الذات على ما جعل الشيخ الكبير في "إنشاء الدوائر" على ما نسب إليه، ولكن التحقيق أنه من أسماء الذات أن كان بمعنى الغالب، ومن أسماء الصفات إن كان بالمعنى الثاني، ومن أسماء الأفعال إن كان بالمعنى الأول.
وقال شيخنا العارف دام ظله: إن ما كان من الأسماء على زنة فعول وفعيل فمن أسماء الذات لدلالتها على معدنية الذات، وكان اصطلاحه دام ظله فيها "الصيغ المعدنية". وعلى هذا كان كثير من الأسماء الصفتية والأفعالية في تحقيق الشيخ الكبير من الأسماء الذاتية في نظره دام ظله.
تذييل
ولعل المراد من العزة في الفقرة المذكورة الصفات التي لها القوة والغلبة، كالقهارية والمالكية والواحدية والأحدية والمعيدية. إلى غير ذلك. والأعز من بينها ما كان ظهور الغلبة والقهرية أتم كالواحد القهار، لقوله:{لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}(غافر:16). أو المالك لقوله:{مالك يوم الدين}(الفاتحة:4) ويوم الرجوع التام يوم السلطنة المطلقة ودولة إسم الواحد القهار بإرجاع سلسلة الوجود إليه واستهلاكها في قهره حتى تصير معدومة، ثم ينشأ النشأة الأخرى، كما أشار إليه المثنوى بقوله:
بس عدم كردم عدم جون ارغنون ...كويدم كانا إليه راجعون ***150]
صفحہ 128