شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
اصناف
2
أربعين سنة، وكان السبب في صحبته له: أن أبا علي اجتاز بالموصل، فمر بالجامع وأبو الفتح في حلقة يقرئ النحو وهو شاب، فسأله أبو علي عن مسألة في التصريف فقصر فيها، فقال له أبو علي: تزببت وأنت حصرم ... فسأل عنه، فقيل له: هذا أبو علي الفارسي، فلزمه من يومئذ، واعتنى بالتصريف، فما أحد أعلم منه به، ولا أقوم بأصوله، وفروعه، ولا أحسن أحد إحسانه في تصنيفه؛ فلما مات أبو علي تصدر أبو الفتح في مجلسه ببغداد، فأخذ عنه كثير من أعلام العلماء ... وحدث أبو الحسن الطرائفي قال: كان أبو الفتح عثمان بن جني يحضر بحلب عند المتنبي كثيرا، ويناظره في شيء من النحو من غير أن يقرأ عليه شيئا من شعره، أنفة واستكبارا لنفسه، وكان المتنبي يقول في أبي الفتح: هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس ... وسئل المتنبي بشيراز عن قوله:
وكان ابنا عدو كاثراه
له ياءي حروف أنيسيان
3
فقال: لو كان صديقنا أبو الفتح حاضرا لفسره ... وكان لابن جني من الولد علي وعال وعلاء، وكلهم أدباء فضلاء قد خرجهم والدهم وحسن خطوطهم، فهم معدودون في الصحيحي الضبط وحسني الخط ... ولابن جني شعر - ولكنه كسائر شعر العلماء - فمنه:
غزال غير وحشي
حكى الوحشي مقلته
رآه الورد يجني الور
د فاستكساه حلته
نامعلوم صفحہ