283

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

تحقیق کنندہ

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

ناشر

دار المعرفة

پبلشر کا مقام

بيروت

- الْإِعْرَاب الضَّمِير فى أحييتها وينجدها لليالى وَالضَّمِير فى شؤونها للدموع الْغَرِيب إحْيَاء اللَّيْل سهره وَترك النّوم فِيهِ وأنجدت الرجل أعنته والشؤون جمع الْوَاحِد شَأْن وهى مجارى الدمع الْمَعْنى قَالَ الواحدى فلَان يحيى اللَّيْل أى يسهر فِيهِ وَفُلَان يُمِيت اللَّيْل أى ينَام اللَّيْل لِأَن النّوم أَخُو الْمَوْت واليقظة أُخْت الْحَيَاة يَقُول كَانَ للدموع من الشؤون إمداد ولليالى من الظلام أَمْدَاد وَالْمعْنَى أَن تِلْكَ الليالى طَالَتْ وَطَالَ الْبكاء فِيهَا قَالَ وَيجوز أَن تعود الْكِنَايَة فى ينجدها إِلَى الشؤون وَذَلِكَ أَن من شَأْن الظلام أَن يجمع الهموم على العاشق وفى اجتماعها عون للشؤون على تَكْثِير الدمع بَين هَذَا قَول الشَّاعِر
(يَضُمُّ إلىّ اللَّيْلُ أبْناءَ ١ حُبِّها ... كمَا ضَمَّ أزْرارَ القَميص البنائِقُ)
١١ - الْغَرِيب الرديف هُوَ مَا يرتدف خلف الرَّاكِب والرهان السباق وأجهدت الدَّابَّة وجهدتها إِذا طلبت أقْصَى مَا عِنْدهَا من السّير والناقة هُنَا نَعله الْمَعْنى أَنه يُرِيد بناقته نَعله فَلَا يقدر أَن يردف عَلَيْهَا كَمَا يردف على النياق وَلَا يقدر أَن يضْربهَا بِسَوْطِهِ فَإِذا رَاهن للسباق لَا يقدر أَن يضْربهَا وَلَا يجدهَا وَهَذَا من قَول أَبى نواس
(إلَيكَ أَبَا العَبَّاس مِنْ بينِ مَنْ مَشَى ... علَيها امْتَطَيْنا الحَضْرَمِىَّ المُلَسَّنا)
(قلائصَ لم تَعْرِفْ حَنِينا إِلَى طَلًا ٢ ... وَلم تَدْرِ مَا قَرْعُ الفَنيق وَلَا الهنا)
وَمثله قَول الآخر
(رَوَاحِلنا سِتّ ونحْنُ ثَلاثَةٌ ... نُجَنِّبُهُنَّ المَاءَ فى كلّ مَنْهَلِ)
لِأَنَّهُ لَا يخافض بالنعل المَاء قَالَ الواحدى وَقد قيل مثل هَذَا فى بَيت عنترة
(فَيكون مَرْكبَكِ القعودُ ورحلُه ... وَابْن النُّعامة يوْمَ ذَلِك مَركبى)
ابْن النعامة عرق فى بَاطِن الْقدَم يعْنى أَنه رَاكب أَخْمُصُهُ

1 / 301