118

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

تحقیق کنندہ

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

ناشر

دار المعرفة

پبلشر کا مقام

بيروت

- الْغَرِيب السمر المسامرة هُوَ الحَدِيث فى اليالى وَأَصله أَنهم كَانُوا يسمرون فى ظلّ الْقَمَر وَقد سمر يسمر فَهُوَ سامر والسامر أَيْضا السمار وهم الْقَوْم يسمرون كَمَا يُقَال للْحَاج حجاج وَأما قَول الشَّاعِر (وسامرُ طالَ فيهِ اللَّهوُ والسَّمُر ...) كَأَنَّهُ سمى الْمَكَان الذى يجْتَمع فِيهِ للسمر بذلك وابنا سمير اللَّيْل وَالنَّهَار لِأَنَّهُ يسمر فيهمَا الْمَعْنى يَقُول هُوَ بَحر لَهُ عجائب كَثِيرَة أعجب مِمَّا يذكر من عجائب الأسمار والبحار وَقَالَ أَبُو الْفَتْح تشاغل النَّاس بالتعجب من فَضَائِل هَذَا الرجل عَن عجائب الأسمار والبحار ٢٥ - الْمَعْنى يَقُول لَا يقنعه نيل الْمنزلَة الَّتِى يشكو طالبها قصوره عَنْهَا مَعَ تَعبه فى طلبَهَا ٢٦ - الْمَعْنى أى حركوا اللِّوَاء باسمه وَالْمعْنَى جَعَلُوهُ سيدهم وأميرهم فَإِذا حركوا رايتهم حركوها باسمه فَصَارَ سيدهم وصاروا بِهِ سادة النَّاس فَهُوَ رَأس بنى عجل وَالنَّاس أَذْنَاب لبنى عجل أى تبع لَهُم ٢٧ - الْإِعْرَاب نصب الناركين على الْمَدْح بإضمار فعل الْمَعْنى يَقُول هم يتركون مَا هان من الْأُمُور وَسَهل وجوده وَيطْلبُونَ مَا صَعب مِنْهَا لعلو همتهم كَمَا قَالَ الطهوى (وَلا يرْ عُون أكْناف الهُوَيْى ...) ٢٨ - الْمَعْنى قَالَ ابْن جنى قد جعلُوا مَكَان براقع حديدا على وجوهها ليقيها الْحَدِيد أَن يصل إِلَيْهَا قَالَ أَبُو الْفضل العروضى أَو مثل المتنبى يمدح قوما بِأَن يستروا أوجه خيلهم بحديد وأى شرف ونجدة لفارس إِن فعل ذَلِك وَمَعْنَاهُ أَن سيوفهم مَكَان البراقع لخيلهم فَلَا يصل الْعَدو إِلَى فرسانهم وعنى بالبيض السيوف لَا الْحَدِيد الذى قَالَ وَقَالَ ابْن فورجة يُرِيد أَن سيوفهم تحول دون جيادهم أَن يصل إِلَيْهَا أحد بِضَرْب أَو بطعن إِمَّا لمنازلتهم دونهَا أَو لحذقهم بِالضَّرْبِ فهى تجرى مجْرى البراقع وَقَالَ الواحدى إِنَّهُم يحمونها بِالسُّيُوفِ لَا بالبراقع وَقَوله (متخذى هام الكماة ...) أى جعلُوا رُءُوس الكماة وشعورهم لرماحهم بِمَنْزِلَة العذب فَجعل كالعلامة عَلَيْهَا وَمثله قَول جرير (كأنَّ رْءُوسَ القَوْمِ فَوْقَ رِماحِنا ... غَداةَ الوَغَى تِيجانُ كِسْرَى وَقَيْصَرا) وَقَول مُسلم بن الْوَلِيد (يَكْسُو السيُوفَ نُفُوسَ النَّاكِثينَ بِهِ ... وَيَجْعَلُ الهَامَ تِيجانَ القَنا الذُّبُلِ) وكقول الطائى (أبْدَلْتَ أرْؤُسَهُمْ يَوْمَ الكَريهَةِ مِنْ ... قَنَا الظُّهُورِ قَنا الخَطِىّ مُدَّعِما) (مِنْ كُلّ ذِى لِمَّةٍ غَطَّتْ ضَفائِرُها ... صّدْرَ القَناةِ فقدَ كادَتْ تُرَى عَلَما)

1 / 118