============================================================
119 وأما قولهم: (والأعمال بالخواتيم)، فإنما قالوا ذلك لورود الأخبار كذلك، قال أبو حفص الغزنوي: وقد ورد في معنى ذلك أن الرجل قد تدركه الندامة في آخر عمره، فيتوب إك ربه، فيختم له بالخير، وقديدركه العجب أو ما يحبط عمله، فيختم له بالشر.
وورد أيضا: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى يبقن بينه وبينها باع أو ذراغ فتدركه الشقاوة، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى يبقين بينه وبينها باغ أو ذراع، فتدركه السعادة، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة(1).
( الشعادة والشقاوة] وأما قولهم: (والسعيد من سعد بقضاء الله، والشقي من شقي بقضاء الله).
قال الغزنوي: إنما قالوا ذلك لأن الله تعالى لا يقضي بسعادة أحد إلا بعد علمه أنه يخرج من الكفر إلى الإيمان، ولا يقضي بشقاوة أحد إلا بعد علمه أنه يخرج من الإيمان إلى الكفر، فعلمه بالحادثات سابق، ليقضى عليهم ولهم بما شبق علمه بهم قبل وجودهم، وهر مطلع على الشرائر بعد وجودهم.
وأما قولهم: (وأضل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلغ على ذلك ملك مقرب، ولانبي مرسل).
(1) أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعاى، مع اختلاف في اللفظ.
صفحہ 119