شرح عقائد قدودیہ

ابن قوان d. 889 AH
92

شرح عقائد قدودیہ

اصناف

============================================================

المحسوسات، فإن القوى المتخيلة تكسو المعقول المرتسم في النفس لباس المحسوس وتنقشه في الحس المشترك على نحو انتقاش المحسوسات فيه من خارج، وربما صار الانجذاب والاتصال بعالم القدس ملكة يحصل له ذلك الانجذاب وما يترتب عليه من المشاهدات بأدنى توجه.

قلنا: هذا الذي ذكروه لا يوافق مذهبهم واعتقادهم، بل هو تلبيس على الناس في معتقدهم وتستر عن شناعته وقباحته، وظهور بطلانه بعبارة لا يقولون بمعناها لأنهم لا يقولون بملائكة يرون، بل الملائكة عندهم نفوسن مجردة من ذواتها متعلقة بأجرام الأفلاك وتسمى ملائكة سماوية، أو عقول مجردة ذاتا وفعلا وتسمى بالملا الأعلى، ولا كلام لهم عندهم لأنه من خواص الأجسام؛ إذ الحرف والصوت عندهم من الأمور العارضة للهواء المتموج، ومآل ما ذكروه في هذه الخاصة إلى تخيل ما لا وجود له في الحقيقة كما للمرضى والمجانين، فإنهم يشاهدون ما لا وجود له في الخارج كما مر جوابه، ولو كان أحدنا آمرا ناهيا من قبل نفسه بما يوافق المصلحة وبلاغ العقل لم يكن نبيا باتفاق العقلاء، فكيف يكون نبيا من كان آمره ونهيه مما يرجع إلى تخيلات لا أصل لها؟! وربما خالف المعقول أيضا كقواعدهم المخالفة للشرع.

وقالوا: إن النبوة تجب عقلا لأن وجود النبي سبب النظام في المعاش والمعاد، فيجب ذلك في العناية الإلهية المقتضية لأبلغ وجوه الانتظام في مخلوقاته.

وعند المعتزلة واجبة على الله بناء على التحسين والتقبيح العقليين، وقد أبطلنا هما: وعندنا ممكنة عقلا، واجبة الوقوع سمعا لما فيها من الحكم والمصالح، وليست ممتنعة كما زعمت السمنية والبراهمة والمعجزة عبارة عما قصد به إظهار صدق من ادعى آنه رسول الله.

والبحث عن شرائطها وكيفية حصولها ووجه دلالتها على صدق مدعي الرسالة.

صفحہ 92