عِلم القراءة، مَولانا معين الدين بن الحافظ زين (١) الدين (٢) من أهل زيارتكاه، وهوَ أول مِنْ استشهد أيام الرافضَة في سَبيلِ الله، وَذلك أنه لما ظهَر سُلطانهم المسَمى بشاه إسمِاعيل (٣)، وَفتحَ مَلك العِراق بَعدَ القالَ والقيل (٤)، وَفشوّا القِتال وَالقتِيل، أرسَلَ إلى خراسان مكتوبًا فيه إظهار غلبَته في هَذا الشأن، وكَتبَ [٦/أ] في آخِرهِ ِسَبّ بَعض الصحَابة مِنْ الأكابر والأعيان.
وكانَ الحِافظ المذكور خَطيبًا في جامع بَلد هراة المشهُور، فأمرَ بقراءتهِ فوَقَ المنبر بالاملاء عندَ حضُور العلماء والمشَائخ وَالأمَراء، ومِنْ جُملِتهم العَلامَة الوَلي شيخ الإسلام الهروي (٥) سبط المحقق الرباني مَولانا سعد الدين التفتازاني، فلما وَصَل الخطيب إلى مَحِل السَبِّ انتقل مِنه (٦) عَلى طَريق الأدب، فتعصّب كلاَب (٧)
_________
(١) في (م): (بن).
(٢) هو معين الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحسني الأيجي الشافعي الصفوي، مفسر له أكثر من مؤلف، وفاته سنة ٩٠٥هـ. الضوء اللامع: ٨/ ٣٧؛ كشف الظنون: ١/ ٦١٠؛ الموسوعة الميسرة: ص ٢١٤٨.
(٣) هو إسماعيل بن حيدر بن جنيد الصفوي، يعيد الشيعة نسبه إلى موسى الكاظم، ولم يكن أهله من الملوك وإنما كانوا من مشائخ الصوفية، ولكن عندما تغلب على الأمور في تبريز وقوي أمره أظهر عقيدة الإمامية في إيران، وتعصب لذلك وقتل كل من يعترض أمر عقيدته، فقتل العلماء والعامة على السواء، قال الشوكاني: «كاد أن يدعي الربوبية وكان يسجد له عسكره ويأتمرون بأمره» مات في سنة ٩٣١هـ/ ١٦٢٠م. البدر الطالع: ١/ ٢٧١؛ أعيان الشيعة: ٣/ ٣٢١.
(٤) في (د): (القيل والقال).
(٥) هو سيف الدين أحمد بن محمد بن سعد الدين مسعود التفتازاني الحنفي، يعرف بحفيد التفتازاني، رئيس العلماء بهراة، قتل سنة ٩١٦هـ. هدية العارفين: ١/ ١٣٨.
(٦) في (د): (عنه).
(٧) في (د): (كلام).
1 / 42