إن النبي وأصحاب النبي نهوا
عن النجوم، وقد أبصرت ما ملكوا!
وهب الملك واقفا فدنا منها وهو يقول: لله أنت يا شجرة الدر! فبالله إلا ما حدثتني من أين لك العلم بمكنون صدري؟!
3
فاستضحكت وقالت : لأنني من ذلك الصدر يا مولاي في أرحب مكان!
وسري عن الملك ما كان ينتابه من القلق والريبة منذ استمع إلى حديث أبي زهرة المنجم في قلعة سنجار، فساء ظنا بولده وبزوجته وبحاشيته جميعا، وعجب لنفسه كيف اطمأن إلى حديث ذلك الشيخ المكفوف، وأنكر ما تراه عيناه في زوجه من صدق الإخلاص وحسن المودة وكريم التقدير، ألأنها - فيما زعم المنجم المكفوف - تسعى إلى العرش وتلتمس الأسباب إلى السلطان وتصطنع من بطانته من تصطنع لهذه الغاية باسم ولدها؟ وماذا يريبه في ذلك وهي زوجه وأم ولده؟
وعاد ما بين الزوجين إلى الصفاء والمودة!
الفصل التاسع
أشواك على الطريق
وبلغ الملك الصالح بجيشه دمشق، فتلبث ينتظر ما يكون من أمره وأمر أمراء الأيوبيين في الشام، وما يأتيه من أنباء القاهرة.
نامعلوم صفحہ