وجذبت كاتي - بعد أن ذهب الطفلان - رأس جوني إلى أسفل، وهمست في أذنه بشيء:
وقال جوني في دهشة: لا!
وقالت في هدوء: نعم يا جوني.
ووضع قبعته على رأسه: إلى أين أنت ذاهب يا جوني. - إلى الخارج. - أرجوك يا جوني لا تأت إلى البيت ...
ونظرت إلى باب حجرة النوم، ووعدها قائلا: لن أفعل يا كاتي!
وقبلها في رقة وخرج.
واستيقظت فرانسي في منتصف الليل، لا تدري ما الذي أطار النوم من عينيها. آه! إن أباها لم يعد إلى البيت بعد، هذا هو السبب، إنها لم تستغرق قط في النوم حتى علمت أنه عاد، وما إن استيقظت حتى بدأت تفكر في طفلة سيسي، وتفكر في الولادة، وانصرفت أفكارها إلى خاتمة المولد، ألا وهو الممات، ولم ترغب في أن تفكر في الموت وكيف يولد كل امرئ ليموت، وسمعت صوت أبيها وهي تطرد فكرة الموت، صاعدا السلم يغني برقة، وارتعد جسمها حين سمعته يغني الأبيات الأخيرة من أغنية «مولي مالون»، إنه لم يغن هذه الأبيات قط ... قط! لماذا ...؟
إنها ماتت من الحمى،
ولم يستطع أحد أن ينقذها،
وهكذا فقدتها؛
نامعلوم صفحہ