وغاص قلب فرانسي وقالت: لماذا؟ - لأنك حين نصرت سميت فرانسي تيمنا بابنة آندي. - أعلم ذلك. - ولكنك سميت ماري أيضا تيمنا بأمي، إن اسمك الحقيقي هو ماري فرانسس نولان.
وأخذت فرانسي الدمية معها في السرير، ونامت دون حراك حتى لا تقلقها، وكانت تستيقظ في الليل من حين إلى حين وتهمس «ماري»، وتلمس إصبعها في رقة خف الدمية الصغير جدا، وارتعدت حين شعرت بملمس الجلد الناعم اللين الرقيق.
وقدر أن تكون هذه الدمية هي أول وآخر دمية تحصل عليها فرانسي.
28
كان المستقبل في نظر كاتي قريبا، وقد ألفت أن تقول: سوف يحل بك عيد الميلاد قبل أن تدري به.
أو تقول عند بدء الإجازة: إن الدراسة ستبدأ قبل أن تدري بها.
وفي الربيع حين نبذت فرانسي سروالها الطويل، وقذفت به في فرح، حملتها أمها على أن تلتقطه مرة ثانية قائلة: سوف تحتاجين إليه ثانية أقرب مما تشعرين، وإن الشتاء سيحل قبل أن تدري به.
عم تتكلم الأم؟ إن الربيع قد بدا وشيكا، وسوف لا يقبل الشتاء مرة أخرى أبدا.
إن الطفل الصغير لا تكون لديه فكرة عن المستقبل، ويبدو له الأسبوع المقبل بعيدا في الزمن، ممتدا امتداد مستقبله، وتبدو له السنة بين عيدي الميلاد دهرا طويلا ليس له مدى، وهكذا كان شأن الزمن مع فرانسي حتى بلغت الحادية عشرة من عمرها.
لكن الأمور تغيرت ما بين عيد ميلادها الحادي عشر والثاني عشر؛ إذ أصبح المستقبل يقبل أسرع مما كان، وبدت الأيام أقل طولا ، والأسابيع تشتمل على عدد أقل من الأيام، ومات هني جاديس، ولموته صلة بذلك، فقد كانت تسمع دائما أن هني سيموت، سمعت ذلك كثيرا جدا، حتى اعتقدت أخيرا أنه خليق بأن يموت، ولكن موته سيحدث بعد وقت طويل ممتد في الطول. وبعد، فقد انقضى الوقت الطويل، وأصبح ذلك الذي كان في ضمير المستقبل، شيئا حاضرا، ثم هو خليق بأن يصبح ماضيا، وتحيرت فرانسي، ترى أيقتضي الأمر أن يموت أحد حتى يتضح ذلك في ذهن الطفل؟ ولكن لا، إن جدها روملي مات على ما تذكر، وهي في التاسعة من عمرها بعد أسبوع من أول قربان مقدس تناولته، وكان عيد الميلاد لا يزال يبدو بعيدا كل البعد حينذاك.
نامعلوم صفحہ