فقال الصديق برعب: كسائر الملايين، وإلا ما بقي على وجهها أحد، ماذا دهاك أيها الصديق الكريم؟
وقالت الزوجة وهي ترتعد: نحن أصدقاؤك، أنسيت العمر الطويل؟ أنسيت مودة نصف قرن؟!
فحدجها بنظرة احتقار قائلا: وأنت أيضا، ما تزوجت منه إلا من أجل ثروته، أنت أيضا استسلمت، لا أحد منكم يحترم المقاومة! - أتحاسبني على عواطف طفولية اندلعت في قلبي منذ نصف قرن؟ - إني أعرف عشيقك أيضا! - فليسامحك الله.
وقال له الصديق متوسلا: دعنا نذهب!
فسأله بازدراء: لم لم تغضب لعرضك؟ - دعنا نذهب بحق صداقة العمر! - لقد بلغنا نقطة لا يجوز التراجع عندها. - أتقتل الأبرياء بالجملة؟ - لا يوجد بريء واحد.
أخفت الممرضة وجهها بين يديها، على حين هتف الخادم العجوز من وراء البار: سيدي .. اتق الله العظيم!
فقال الرجل بارتياح: أحسنت أيها العجوز.
وأطلق الرصاص مرتين، فسقط الصديق، ثم سقطت زوجته. لم يعد يسمع إلا نحيب الممرضة الحسناء، فنظر الرجل نحوها وتساءل: لم قبلت الدعوة يا سيئة الحظ؟
فواصلت النحيب دون أن تجيب، فقال: لعله ضميرك الذي أغراك بقبولها؟
فقالت وهي تنشج: قبلتها إكراما لك.
نامعلوم صفحہ