فجعل ينظر ببلادة وعدم اكتراث حتى سأله الشاب: ومتى ترجع؟ - لا أدري. - وماذا كنت تفعل؟ - لا شيء ... - ماذا تعرف من شئون المنزل؟ - لا شيء. - ألك حرفة تتعيش منها؟ - كلا. - وكيف تعيش؟ - آكل وأشرب وأنام.
فنفخ الشاب في يأس، ثم سأله: ولم استدعتك أمك إذا كنت لا تحسن شيئا؟ - لأحل محلها في أثناء غيابها. - ولكنها تقوم هنا بكل شيء. - قالت لي ابق هنا حتى أرجع.
لوى الشاب شفتيه امتعاضا. أشار بحدة إلى الحلة، وسأله: ألم تر هذه الحلة من قبل؟
فنظر الرجل إليها في بلاهة وقال: لا أتذكر. - ألم تأكل من الكرنب؟ - أكلت. - في هذه الحجرة، أليس كذلك؟ - لا أتذكر! - ثم دفعت بها تحت الكنبة؟
فقال في ابتهاج طارئ: بحثنا عنها طويلا ...
فنفخ الشاب في غيظ وقال: لا جدوى من الكلام، على أي حال تفضل غير مطرود!
فاستدار ليرجع من حيث أتى؛ ولكن الشاب استوقفه ثم أشار إلى ردهة مفضية إلى الباب الخارجي، فمضى الرجل نحوها بشكل آلي، غاب قليلا ثم رجع وهو يقول: ذاك الباب يؤدي إلى الخارج! - أعرف ذلك. - أتطردني؟ - لا حاجة بنا إليك؟ - قالت لي ابق حتى أرجع. - ولكني صاحب الشقة! - أنا لا أعرف إلا أمي!
فصاحت الفتاة: أتريد أن تبقى بالقوة؟
فقال بثقة: سأبقى حتى ترجع. - ولكننا لا نريدك. - سأبقى حتى ترجع.
فذهلت الفتاة ونظرت صوب زوجها. شعر الفتى بأنه مطالب بأداء واجب فوق احتماله. وبدا أمام الرجل كغصن طري حيال جذع شجرة بلح . واحتدم غضبا فصاح بالرجل: اذهب في الحال. - قالت لي ابق حتى أرجع! - اغرب عن وجهي بلا مناقشة. - لن أذهب، اذهب أنت إذا شئت!
نامعلوم صفحہ