ولم تملك الممرضة أن قالت: قال لي ونحن في الطريق إلى هنا: إن الانتحار فكرة طيبة!
فهتف الشاب: أتعيدين كلمة رددتها بلا قصد ولا معنى؟ - لقد خفت خوفا حقيقيا ... - ما أغرب أطوارك! - اعذرني ... - إننا نفسد الجو.
فقال الرجل: لا داعي للحرج يا بني؛ فأنا نفسي حلمت منذ حين بأني قتلت جميع المدعوين بما فيهم خطيبتك، وحتى خادمي العجوز ...
وضج المدعوون بالضحك، حتى الشاب ابتسم، وقال الرجل: اشرب كأسك، اطرد عنك الحرج، وصدقني فإني أرحب بك ترحيبا خاصا، وأشعر بأنك تشاركني في موقفي الغريب.
والتفت الرجل نحو أصحابه وقال: معذرة، فإني أتوهم أن لدي كلمة طيبة يحسن أن تقال لصديقنا الشاب، فاستمتعوا بوقتكم دون تأجيل ...
فقال الصديق الأول: إني أتوقع حديثا طريفا جديرا بالمتابعة، وبخاصة وأنه لا يحرم الأكل أو يمنع الشرب!
فنظر الرجل نحو الممرضة وقال: أنت مسئولة، كيف تركته يغرق في الكآبة؟
فقالت الممرضة: أعتقد أننا سعداء، أو هذا ما اعتقدته ...
فسأل الرجل الشاب: لم أنت كئيب؟ - إنها تبالغ يا سيدي.
فقالت الممرضة: لم أبالغ قط.
نامعلوم صفحہ