فابتسم عثمان، وسأله: صارحني يا عزيزي؛ أما زلت مؤمنا كما كنت؟
فتفكر عمر مليا فوق حافة الهاوية، ثم قال: كذلك كنت حتى قبيل قيام الثورة، فلما أن قامت الثورة اطمأن بالي، ثم أخذت أفقد الاهتمام بالسياسة وأولي وجهي وجهة أخرى.
قطب متسائلا: وجهة أخرى؟
قال بحذر: يحلو لمصطفى أحيانا بأن يصفها بأنها حنين جارف إلى الماضي الفني.
فتساءل بامتعاض: وهل من تعارض بين الفن والمبدأ؟
فقال وهو يزداد ضيقا وحرجا: ليس الأمر بهذه البساطة.
فقال بوجوم: لا أفهم سوى أنك لم تعد أنت.
كما قالت زينب ووردة من قبل ... قال: أعترف بأنني لم أعد أستحق أن أكون موضع تفكيرك.
ثم بلهجة فيها شيء من المرح: المهم الآن هو أن تبدأ حياتك الجديدة لتعوض ما فات.
فقال بلهجة ثقيلة: أخشى ألا أجد حقا ما يعوضني عما فات. - هاك مكتبي تحت أمرك، وجميع ما يلزمك للبدء. - إني عاجز عن الشكر. - بل هو دون ما تستحق، وسوف أظل ما حييت مدينا لك بالحياة.
نامعلوم صفحہ