شد الأثواب في سد الأبواب

جلال الدين السيوطي d. 911 AH
16

شد الأثواب في سد الأبواب

شد الأثواب في سد الأبواب للسيوطي

اصناف

فقہ

وإن قيل بجواز الفتح في الجدار الذي هو ملك الفاتح ، قلنا : إن كان مع إعادة حائط المسجد الشريف كما كانت ، بحيث سد الباب والشبابيك التي في الجدار فلا مستطرق منه ، ولا يطلع منها ، فلا كلام ، وإن كان مع إزالة حائط المسجد ، وبناء الاستطراق والاطلاع فمعاذ الله ، فإن هذه ذريعة وحيلة يتوصل منها إلى مخالفة الأمر الشريف ، وإذا منع النبي صلى الله عليه وسلم عمر من فتح كوة ينظره(1) منها حين يخرج إلى الصلاة ، فكيف هدم الحائط جميعه ، بل أزيد على هذا وأقول : لو أعيد حائط المسجد ، وبنى خلفه جدارا أطول منه ، وفتح في أعلاه كوة يطلع منها إلى الشبابيك تصير معدا لمن يجلس فيها مرتفعا ، والقبر الشريف تحته ، فهذا أشد وأشد ، والواجب على كل متحر الاحتياط لدينه حيث علم أن هذا الحكم منصوص عليه من صاحب الشرع ، وأنه لا رأي لأحد فيه بعد نصه ، وإن حكم الحاكم بما خالف النص ينقض ، وفتوى المفتي بما يعارضه ترد ، والتوصل إلى خلافه بالحيل الفاسدة من باب قوله صلى الله عليه وسلم : لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود ، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل(2) .

فصل :

صفحہ 22