Series of Lanterns of Guidance

Muhammad Hassan d. Unknown
91

Series of Lanterns of Guidance

سلسلة مصابيح الهدى

اصناف

تجهيز عثمان ﵁ لجيش العسرة وبعد ثلاثة أعوام من عام الحديبية تترامى الأنباء إلى مسامع رسول الله ﷺ أن هرقل ملك الروم يستعد لغزو المسلمين في المدينة المنورة نفسها، وكان الحر شديدًا، وكان الصيف حارًا يصهر الجبال ويذيب الحجارة، ولو أن المسلمين خرجوا بإيمانهم للجهاد في سبيل الله تحت وطأة هذا الحر القاتل، وعلى هذه الصحراء الملتهبة المتأججة فأين السلاح؟! وأين العتاد؟! وأين النفقات التي يتطلبها القتال؟! وقام النبي ﷺ؛ ليحث أصحابه على الإنفاق في سبيل الله لتجهيز جيش العسرة، وتجد الأزمة مرة أخرى عثمانها المعطاء، ففي الحديث الذي رواه الترمذي بسند حسن من حديث عبد الرحمن بن سمرة أنه قال: (جاء عثمان بن عفان بألف دينار فصبها في حجر النبي ﷺ، فجعل النبي يقلبها بيده وهو يقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم! ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم!) يا لها من شهادة! أيشهد رسول الله لـ عثمان بقوله: (ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم)، ويأتي المجرمون والموتورون والمرجفون ليشهدوا على عثمان بالخيانة؟! وفي الحديث الذي رواه الترمذي من حديث عبد الرحمن بن خباب وفيه فرقد أبو طلحة وهو مجهول، وبقية رجال الإسناد ثقات، قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة): وقد ورد هذا الحديث من طرق كثيرة شهيرة صحيحة عن عثمان ﵁، يقول عبد الرحمن بن خباب ﵁: (كان رسول الله ﷺ يدعو الصحابة إلى تجهيز جيش العسرة، فقام عثمان وقال: يا رسول الله! عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حث رسول الله ﷺ على تجهيز الجيش فقام عثمان للمرة الثانية وقال: يا رسول الله! عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حث رسول الله ﷺ على تجهيز الجيش فقام عثمان للمرة الثالثة فقال: يا رسول الله! عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فنزل النبي ﷺ من على المنبر وهو يقول: ما على عثمان ما عمل بعد اليوم! ما على عثمان ما عمل بعد اليوم!) .

8 / 9