196

Secularism: Its Rise and Development

العلمانية - نشأتها وتطورها

ناشر

دار الهجرة

اصناف

فمثلًا في المجتمع الزراعي كان الإنسان متدينًا؛ لأن الزراعة عملية غيبية لا يستطيع أن يتحكم فيها بجهده الذاتي، فلجأ إلى الاعتقاد في (قوى غيبية) لتسيير العملية وإنجاحها. وكان المجتمع الزراعي مجتمعًا أسريًا ذا تقاليد؛ لأن الرجل هو المنتج الرئيسي فيه وهو الذي يعول المرأة، ولذلك كان يرى أن له الحق في امتلاكها وحده، ففرض عليها قيودًا أخلاقية نشأ عنها أخلاق وتقاليد زراعية. ثم تطور المجتمع الإنساني -حتميًا- وانتقل إلى الطور الصناعي فتبدلت الأحوال ... عملية الإنتاج لم تعد (غيبية) فهي عملية منظورة يقوم بها الإنسان وليس (الله)!! ولذلك فلا داعي للإيمان بالغيبيات، بل إن التطور ليفرض على المجتمع أن يكون بلا دين. والمرأة قد استقلت اقتصاديًا ومن ثم تحررت من سيطرة الرجل وقيوده، فأصبح من حقها -أو من واجبها- أن تنبذ تقاليد وأخلاق العصر الزراعي، وتساير موكب التطور الذي يغري، بل يدفع إلى الإباحية الجنسية. وباختصار ترى الشيوعية أن لكل عصر دينه وأخلاقه وتقاليده، ولا ضير في ذلك، لكن العيب الشائن هو أن يعيش المرء في عصر الصناعة والتطور متحجرًا على دين وتقاليد العصر الزراعي الجامد، ولم يقتصر الأمر على الشيوعية، بل إن علوم النفس والاجتماع، أو على الصحيح زعماء هذين من اليهود وأتباعهم ليؤمنون بالتطور في كل شيء، حتى الدين نفسه، بل لعل الدين هو الهدف المقصود من العملية كلها!!

1 / 203