على أني لا أريد أن أخطب في الطائفية. لقد قلت كل ما أريد قوله في الطائفية حين تزوجت فتاة من غير طائفتي.
لقد دونت كل ما أريد أن أدون عن التعصب الطائفي حين آخيت في الحياة، وشاركت في الأعمال فتى من غير مذهبي، وفوضت إليه أن يوقع باسمي، كما فوض هو إلي أن أوقع باسمه، فله أن يحرمني من كل ما أملك إن شاء، ولي أن أحرمه من كل ما يملك إن شئت.
في السنة الماضية، نشرت جريدة العمل افتتاحية أغضبت أوساط الجامعة الأميركية وأخصها المتخرجون.
كان من السهل إذ ذاك أن أجاري التيار، فأقف من جريدة «العمل» والكتائب موقفا عنيفا فأكتسب شعبية رخيصة، وأمتطي موجة من صخب ترفعني في عيون الكثيرين.
ولكنها طريقا ثانية سلكت، فتبادلنا الكلمات الناعمة، وفناجين القهوة، وكانت زيارة ود وانتهى الأمر.
إني لا أعرف في لبنان معظلة لا يحلها حسن النية وكلمة ناعمة وفنجان قهوة.
لا أريد أن أخطب بالطائفية لأن الكلام فيها يضر ولا ينفع.
لا أريد أن أخطب بالطائفية لأن الخطابة في الفضيلة هين؛ ولأننا لا نبشر حقيقة بالفضيلة إلا حين نمارس الفضيلة.
الحرية هي فضيلة، فكيف نمارسها هنا؟
نسمع في بعض الأحيان كلاما عن الحرية المخنوقة في لبنان.
نامعلوم صفحہ