الراغبون المشتاقون له كعمر وطلحة والزبير وعثمان وسعد بن أبي وقاص وأمثالهم مع أن قوله لست بخير من أحدكم يدل دلالة واضحة على اعترافه بمفضوليته عن الكل فلا يصلح للإمامة والجواب بأن هذا إنما وقع على سبيل التواضع كقول النبي صلى الله عليه وآله لا تفضلوني على يونس بن متى وأنه لا خلاف في إنه صلى الله عليه وآله أفضل الأنبياء من يونس ومن هو أعظم منه كإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلم وما ذلك إلا كرم وتواضع منه عليه أفضل الصلاة والسلام مدفوع بأن قياس ذلك على نهي النبي صلى الله عليه وآله قياس مع الفارق إذ الانشاء لا يحتمل الصدق والكذب بخلاف الأخبار ولهذا قالت الإمامية كثرهم الله تعالى لا يخلو قول أبي بكر من أحد قسمين إما أن يكون صدقا أو كذبا فعلى الأول لا يصلح للإمامة لكونه مفضولا وعلى الثاني لذلك الكذب فالتواضع ههنا لا ينفع المجيب كما لا يخفى على اللبيب وأيضا ما تضمنه آخر كلامه من التماس التقويم عن رعيته والاعتراف بأن له شيطانا يعتريه دليل واضح على عدم صلوحه للإمامة فالحديث حجة على الشيخ الجاهل لا له.
21 - قال: وأخرج الحاكم أن أبا قحافة لما سمع بولاية ابنه قال هل رضي بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة قالوا نعم قال لا واضع لما رفعت ولا رافع لما وضعت انتهى.
أقول: في هذا الحديث شهادة من أبي قحافة على أن ابنه أبا بكر كان قبل الخلافة وضيعا مهينا وأنه لم يكن صالحا للخلافة وهذه شهادة لا يعتريها جرح كما لا يخفى فالحديث حجة على الناصبة ولعمري أنه مع ظهور دلالته على ما ذكرناه كيف لم يتنبه له هذا الشيخ وأورده زعما منه أنه من دلائل فضيلة أبي بكر فتأمل فإن الفكر فيه طويل.
صفحہ 65