[ غزو القسطنطينية في عهد سليمان ]
[76] محمد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، قال : فحدثني بعض شيوخنا : أن مسلمة بن عبد الملك عقد للبطال على عشرة آلاف من المسلمين فجعلهم سيارة فيما بين عسكر المسلمين وما يليهم من حصون الروم ومن يتخوفون اعتراضه في سير المسلمين وعلاقاتهم ، ويخرج المسلمون يتعلفون فيما بينهم وبين العسكر ، فيصيبون ويخطئون ، فيأمن بهم العسكر وتلك العلافات (ccxxix[229]).
[77] ابن عائذ ، نا الوليد ، قال : وأخبرني غير واحد ، قالوا : لما قطع مسلمة (ccxxx[230]) الدرب ، وأفضى إلى ضواحي أرض الروم ، أتاه كتاب ليون بن قسطنطين - وهو عامل لصاحب القسطنطينية على الضواحي - إلى مسلمة يعلمه ولاية من يلي ، وأنه إن أعطاه ما يسأله قدم عليه فناصحه وقواه على فتحها ، فقرأ مسلمة كتاب إليون على الأمراء وأهل مشورته ، فاجتمع رأيهم جميعا على إجابته إلى ما سأل ، وسكت مسلمة بن حبيب بن مسلمة (ccxxxi[231]) - وهو أمير جند دمشق - فقال مسلمة بن عبد الملك : أيها الشيخ مالك لا تتكلم؟ فقال : إن رسول الله ( ذكر الروم ، فقال : أصحاب صحر ونحر ومكر ، وهذه إحدى مكرهم ، فلا تعطه إلا السيف ، فتضاحك به أمراء الأجناد ، وقالوا : كبر الشيخ ، وقالوا : ما عسى أن يكون عند ليون مع هذه الجموع ؟! فكتب إليه مسلمة بأمانه على ما سأل ، فقدم في اثني عشر ألفا من أساورته ، فكاتبه على مناصحته ومظاهرته على الروم ، ودلالته على ما فيه سبب فتح القسطنطينية ، على بطرقته وتمليكه على جماعة الروم الذين يؤدون الجزية ؛ كبطريق جرزان (ccxxxii[232]) ، وأرمينية ، فكاتبه على ذلك وأشهد عليه ، وذكر الحديث في خديعة ليون مسلمة ، حتى جمع غلال ما حول القسطنطينية وإشارته عليه بالخروج إلى بعض الوجوه ، ومكاتبة ليون الروم ليملكوه عليهم ويخلي بينهم وبين حمل الغلال ، حتى كان ذلك سبب رحيل مسلمة عن القسطنطينية (ccxxxiii[233]).
صفحہ 43