- - رقمت الروايات بأرقام مسلسلة لتسهيل مراجعتها .
ثالثا : نص كتاب ( الصوائف ) المستخرج
[ العصر الراشدي ]
[1] محمد بن عائذ ، نا الوليد ، قال : وذكر محمد بن عمر الأسلمي أن أول من أجاز الدرب(xxxviii[38]) من المسلمين عمير بن سعد الأنصاري (xxxix[39])، قال : وغيرنا يقول : العنسي ، يعني ميسرة بن مسروق (xl[40]) .
[2] محمد بن عائذ ، أنبأنا الوليد بن مسلم ، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر (xli[41]) ، قال : ثم دخل ميسرة بن مسروق العبسي أرض الروم في ستة آلاف ، فوغل فيها وغنم وسبى ، وجمعت له الروم ، فلقيهم بمرج القبائل(xlii[42]) ، وهو في مسيرة فحلف على السبقة وهي جمعهم بنفسه ومن معه [كذا] ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فهزمهم الله ، وكانت فيهم مقتلة عظيمة .
قال ابن جابر : فأدركت عظامهم تلوح في مرج القبائل ، وهي إحدى ملاحم الروم التي أبيروا فيها.
قال ابن جابر : فكان ميسرة بن مسروق وأصحابه أول جيش للمسلمين دخل الروم (xliii[43]).
صفحہ 12
[3] محمد بن عائذ القرشي ، قال : قال الوليد : حدثنا غير واحد ممن سمع هشام بن حسان (xliv[44]) أن محمد بن سيرين (xlv[45]) حدثه ، أن عمير بن سعد كان يعجب عمر بن الخطاب ، فكان من عجبه به يسميه ( نسيج وحده ) ، وبعثه مرة على جيش من قبل الشام ، فقدم مرة وافدا ، فقال يا أمير المؤمنين : إن بيننا وبين عدونا مدينة يقال لها غرب السوس يطلعون عدونا على عوراتنا ويفعلون ويفعلون ، فقال عمر : إذا أتيتهم فخيرهم بين أن ينقلوا من مدينتهم إلى كذا وكذا ، وتعطيهم مكان كل شاة شاتين ، ومكان كل بقرة بقرتين ، ومكان كل شيء شيئين ، فإن فعلوا فأعطهم ذلك ، وإن أبوا فانبذ إليهم ، ثم أجلهم سنة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، اكتب لي عهدك بذلك ، فكتب له عهده ، فأرسل إليهم فعرض عليهم ما أمره به أمير المؤمنين ، فأبوا فأجلهم سنة ، ثم نابذهم ، فقيل لعمر : إن عمير قد خرب غرب السوس وفعل وفعل ، فتغيظ عليه عمر . ثم إنه قدم بعد ذلك وافدا ومعه رهط من أصحابه ، فلما قدم عليه علاه بالدرة ؛ خربت غرب السوس ، وهو ساكت لا يقول له شيئا ، ثم قال لأصحابه : مبرنسين ؛ مبرنسين ! ضعوا برانسكم (xlvi[46])، فقال عمير : ضعوا برانسكم ثكلتكم أمهاتكم ، إنكم والله ما أنتم بهم ، فوضعوا برانسهم ، فقال عمر : معممين ؛ معممين! ضعوا عمائمكم (xlvii[47])، فقال عمير : ضعوا عمائمكم ، فإنا والله ما نحن بهم ، فقال : مكممين ؛ مكممين! ضعوا أكمامكم(xlviii[48])، فقال عمير : ضعوا أكمامكم ثكلتكم أمهاتكم ، فإنا والله ما نحن بهم ، قال : فوضعوا أكمامهم ، فإذا عليهم جمام (xlix[49])، فقال عمر : أما والله الذي لا إله إلا هو لو وجدتكم محلقين لرفعت بكم الحشب (l[50]). ثم إن عمر دخل على أهله ، فاستأذن عليه عمير فدخل ، فقال يا أمير المؤمنين: أقرأ إلي عهدك في غرب السوس ، فقال عمر رحمك الله، فهلا قلت لي وأنا أضربك، فقال:كرهت أن أوبخك يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : غفر الله لك ، ولكن غيرك لو كان .
قال الوليد : ورأيت خلف درب الحرب مدينة حين أشرفنا على
قباقب(li[51]) ناحية ، فسألت عنها مشيخة من أهل قنسرين ، فقالوا : هذا غرب السوس ؛ مدينة أنسطاس التي غدرت ، فأتاهم عمير بن سعد فقاتلهم ففتحها وخربها ، فهي خراب إلى اليوم (lii[52]) .
[4] ابن عائذ ، قال : قال الوليد : حدثنا سعيد بن عبد العزيز (liii[53]) ، أنبأنا أبو محمد ، قال : حبيب بن مسلمة (liv[54]) كان على الصوائف في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، ويبلغ عمر عنه ما يحب ، ولم يثبته معرفة حتى قدم عليه حبيب في حجة ، فسلم عليه فقال له عمر : إنك لفي قناة رجل ، قال: إي والله ، وفي سنانه ، قال عمر : افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء ، قال : ففتحوها له فعدل عن الأموال وأخذ السلاح ، انتهى(lv[55]).
[5] ابن عائذ ، قال : قال الوليد : فحدثنا سعيد بن بشير (lvi[56]) ، عن قتادة(lvii[57]) ، عن عكرمة (lviii[58]) ، أنه غزا مع ابن عباس أرض الروم ، وعلى الناس حبيب بن مسلمة ، حتى بلغنا مدينة الفتية (lix[59]) الذين ذكرهم الله في كتابه (lx[60]).
[6] ابن عائذ ، قال : وأنبأنا الوليد بن مسلم ، قال : فحدثنا إسماعيل بن عياش ، عن ابن رغبان (lxi[61])، أنه حدثه على أن حبيب بن مسلمة غزا أرض الروم ، على جماعة في خلافة عمر بن الخطاب ، فاهتم عمر بأمرهم ، فلما بلغه خروج حبيب ومن معه خر ساجدا ، انتهى (lxii[62]) .
صفحہ 14
[7] ابن عائذ ، نبأنا عبد الأعلى بن مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، أنه حدثه أن حبيب بن مسلمة لقي موريان ، وحبيب في ستة آلاف ، وموريان في سبعين ألفا ، فقال حبيب : إن يصبروا وتصبروا فأنتم أولى بالله منهم ، وإن يصبروا وتجزعوا فإن الله مع الصابرين ، ولقيهم ليلا ، فقال : اللهم أبدلنا قمرها ، واحبس عنا مطرها ، واحقن دماء أصحابي ، واكتبهم شهداء ، ففتح الله تعالى له ، وتواعد الجلندح العبسي وعتبة بن جحدم قبة موريان ، فوجدوا قتيلين على بابها ، انتهى (lxiii[63]).
[8] قال : وأنبأنا الوليد بن مسلم ، قال : فحدثنا سعيد بن عبد العزيز ، أنه بلغ الروم مكان حبيب بن مسلمة والمسلمين بأرمينية الرابعة (lxiv[64]) ، في ستة آلاف من المسلمين ، فوجهوا إليهم موريان الرومي ، في ثمانين ألفا ، فبلغ ذلك حبيبا ، فكتب إلى معاوية ، فكتب معاوية إلى عثمان ، فكتب عثمان إلى صاحب الكوفة يمده ، فأمده بسلمان الباهلي في ستة آلاف ، وأبطأ على حبيب المدد ، ودنا منه موريان الرومي ، فخرج مغتما بلقائه ، فغشي عسكره وهم يتحدثون على نيرانهم وسمع قائلا يقول لأصحابه : لو كنت ممن يسمع حبيب مشورته لأشرت عليه بأمر يجعل الله لنا وله نصرا وفرجا إن شاء الله ، فاستمع حبيب لقوله ، فقال أصحابه : وما مشورتك ؟ قال : كنت مشيرا عليه ؛ ينادي في الخيول ، فيقدمها ، ثم يرتحل بعسكره يتبع خيله ، فتوافيهم الخيل في جوف الليل ، وينشب القتال ، ويأتيهم حبيب بسواد عسكره مع الفجر ، فيظنون أن المدد قد جاءهم ؛ فيرعبهم الله ، فيهزمهم بالرعب ، فانصرف ، ونادى في الخيول فوجهها في ليلة مقمرة مطيرة ، فقال : اللهم خل لنا قمرها ، واحبس عنا مطرها ، واحقن لي دماء أصحابي ، واكتبهم عندك شهداء ، قال سعيد : فحبس الله تعالى عنهم مطرها ، وجلا لهم قمرها ، وأوقفهم من السحر ، قال سعيد : وتواعد عتبة بن جحدم والجلندح العبسي حجرة موريان (lxv[65]) .
صفحہ 15
[9] محمد بن عائذ ، أخبرني الوليد بن مسلم ، عن ابن علاق ؛ يعني عثمان بن حصن (lxvi[66]) ، عن يزيد بن عبيدة (lxvii[67]) ، قال : وغزيت قبرس الثانية ، سنة سبع وعشرين ، عليهم أبو الأعور السلمي (lxviii[68]).
[10] محمد بن عائذ ، أخبرنا الوليد ، عن صخر بن جندلة (lxix[69]) ، أنه حدثه عن يونس بن ميسرة بن حلبس (lxx[70]) ، عن أبي فوزة حدير السلمي (lxxi[71]) ، قال : خرج بعث الصائفة ، فاكتتب فيه كعب (lxxii[72]) ، فلما انفر البعث ، أخرج كعب ، وهو مريض ، وقال : لأن أموت بحرستا(lxxiii[73]) أحب إلي من أن أموت بدمشق(lxxiv[74]) ، ولأن أموت بدومة(lxxv[75]) أحب إلي من أن أموت بحرستا ، هكذا قدما في سبيل الله عز وجل ، قال : فمضى ، فلما كان بفج معلولا (lxxvi[76]) ، قلت: أخبرني ، قال : شغلتني نفسي ، قلت : أخبرني ، قال : إنه سيقتل رجل يضيء دمه لأهل السماء ، ومضينا حتى إذا كنا بحمص(lxxvii[77]) توفي بها ، فدفناه هنالك بين زيتونات بأرض حمص ، ومضى البعث فلم يقفل حتى قتل عثمان ، انتهى (lxxviii[78]).
[ العصر الأموي ]
صفحہ 16
[11] محمد بن عائذ ، أنا الوليد بن مسلم ، حدثني مبشر بن إسماعيل(lxxix[79])، عن جعفر بن برقان (lxxx[80]) ، عن أبي عبد الله ؛ حرسي عمر بن عبد العزيز(lxxxi[81]) ، قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول : حدثني حرسي معاوية أنه قدم على معاوية بطريق من الروم يعرض عليه جزية الروم ، عن كل من بأرض الروم من كبير أو صغير جزية ؛ دينارين دينارين ، إلا عن رجلين ؛ الملك وابنه ، فإنه لا ينبغي للملك وابنه أن يجزيا ، فقال معاوية - وهو في كنيسة من كنائس دمشق - : لو صببتم لي دنانير جزية حتى تملؤوا هذه الكنيسة ، ولا يجزي الملك وابنه ما قبلتها منكم ، قال الرومي : لا تماكرني ، فإنه لا يماكر أحد مكرا إلا ومعه كذب ، فقال معاوية : أراك تمازحنى ، قال الرومي : إنك اضطررتني إلى ذلك ، وغزوتني في البر والبحر والصيف والشتاء ، أما والله يا معاوية ما تغلبوننا بعدد ولا عدة ، ولوددت أن الله جمع بيننا وبينكم في مرج ثم خلى بيننا وبينكم ، ورفع عنا وعنكم النصر ، حتى ترى ، قال معاوية : ما له قاتله الله ! إنه ليعرف أن النصر من عند الله (lxxxii[82]).
صفحہ 17
[12] محمد بن عائذ ، قال : قال الوليد : وحدثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى (lxxxiii[83]) ، وغيره أن قيسارية فلسطين كانت آخر الشام ومدائنها وحصون سواحلها فتحا ، وأن طرابلس(lxxxiv[84]) دمشق كانت قبلها فتحا بسنة ، أو نحو ذلك ، وأن أهلها من الروم كانوا في منعة من حصنها ، فذكرت ذلك لشيخ من أهل طرابلس ، فحدثني أن معاوية بن أبي سفيان وجه إليه سفيان بن مجيب الثمالي(lxxxv[85]) في جماعة وعسكر عظيم ، قال أبو مطيع : فعسكر في مرج السلسلة - بينه وبين مدينة أطرابلس خمسة أميال - في أصل جبل يقال له طربل ، فكانوا هنالك ، يسير إليهم منه ، قال الشيخ : فحاصرهم سفيان ومن معه أشهرا حتى انحاز أهلها إلى حصنها الخرب اليوم - الذي عند كنيستها الخارجة منها قبل مدينة أطرابلس اليوم - فكتب إليه معاوية ؛ يأمره أن يبني له ولأصحابه حصنا يأوي إليه ليلا ، ويغازيهم نهارا ، فبنى سفيان حصنا يقال له حصن سفيان ، وهو اليوم يسمى كفر قدح ، من مدينة أطرابلس ، على ميلين ونحو ذلك ، فلما رأى ذلك أهلها ، واشتد عليهم الحصار ، كتبوا إلى طاغية الروم ، فوجه إليهم مراكب كثيرة ، فأتوهم ليلا فاحتملوهم فيها جميعا ؛ صغيرهم وكبيرهم ، وحرقوها ، وصبح سفيان وأصحابه الحصن فلم يجدوا فيه أحدا إلا يهوديا تحصن من النار في سرب فيها ، فخرج من السرب فأخبرهم خبر الروم ومسيرها في السفن ، قال الشيخ : فوجه إليها معاوية بن أبي سفيان ناسا من يهود الأردن ، فأسكنهم إياها ، فلم يزل على ذلك لا يسكنها غيرهم ، حتى دخل رجل من الروم من أرض الروم ، يقال له بقناطر لحدث كان منه بالروم ، فأقبل بأهله وماله حتى استأمن ، فأؤمن ، فنزلها فلم يزل كذلك ، حتى كان في زمان عبد الملك بن مروان ، فكان يقطع إليها بعثا من أهل دمشق صيفا فإذا شتوا قفلهم ، وشتا فرس بعلبك(lxxxvi[86]) ، فأقام فيها بقناطر زمانا حتى خرج أهل بعلبك منها ، فلم يبق فيها من المسلمين إلا صاحب خراجها ورجلان معه ، فبينا هو كذلك إذ أتاه بقناطر في جماعة من أهل بيته فقتله ، وقتل صاحبيه ، وغلق باب المدينة ، وأخرج من في الحبس ، ثم قعد في مركبين من مراكب الصناعة ، وأخذ ناسا من يهود وانطلق بهم حتى أتى بهم صاحب الروم ، فبينا هو يسير في مركبه إذ لقيه مركبان للمسلمين ، كان صاحب البحر وجههما من عكا(lxxxvii[87]) إلى قبرص(lxxxviii[88]) ، ليأتياه بالخبر ، فلما رآهما بقناطر عرف صاحبي المركبين من المسلمين ، وهما من بعلبك ، يقال لأحدهما : قابوس ، والآخر سابور ، فقالا: أين بقناطر ؟ فقال : أرسلني أمير المؤمنين إلى الطاغية ، أعليكما له طاعة ؟ قالا له : نعم ، قال : فإنه قد أمرني أن أتوجه بكم معي في أمره ، وأراهما كتابا كتبه عليه طائع ، فخرجا من مركبيهما حتى قعدا معه في مركبه ، وأمر أهل مركبهما بالمضي ، فمضوا ، فأوثقهما ، حتى أتى بهما ملك الروم ، فقبل منه ملك الروم وعفا عنه ، وصير الرجلين عند بطريق من بطارقة الروم ، حتى جلس ملك الروم يوما ينظر إلى شماس من أهل بعلبك هرب إليهم ، يقلب بسيفه يعجبه ، وقد كان قابوس سايفه ببعلبك ، فقال قابوس : إن رأى الملك أن يأذن لي في مسايفته فعل ، فأذن له ، فلما تقدم إليه قال له قابوس : اربط في رأسك يا شماس صوفا من ألوان ، ففعل ، فجعل قابوس يسايفه ، يتطاير ألوان الصوف من رأسه ، والشماس لا يبصر ، حتى قال : خذها مني وأنا قابوس ، قال الشماس : البعلبكي ؟! قال : نعم ، قال : إنما فررت منك بالشام ثم لحقتني ها هنا ، ثم سألهما الملك أن يتنصرا ، ويدخلا في دينه ، ففعلا ، وبلا منهما حرصا ووفاء ، فبينما هما على ذلك ، إذ بلغه خروج سفن العرب إلى جماعة الروم ، فوجه إليهما بعثا ، وأمر ملك الروم قابوس وسابور بالمسير مع من وجه ، وقال لهما : ما رأيكما ؟ قالا : نحن أعلم الناس بقتال العرب ، فليوجه الملك معنا أهل الشرف والجلد منهم ، فإن السفلة لا تقاتل حمية ولا عن حسب ، فوجه من بطارقته جماعة منهم ؛ فيهم بقناطر الرومي الهارب كان منهم ، ثم سار إليهم ، فراطن قابوس سابور بالفارسية ؛ أن الفرصة قد أمكنتنا ، وصارا هما وأشراف من الروم وبقناطر في مركب واحد ، فلما لقوا المسلمين في البحر وتوسطا سفنهما كبرا ، وشدا على من معهما منهم ، واجتمع إليهم المسلمون ، فأسروهم أسرا - وفيهم بقناطر - فأتي به عبد الملك ، فأمر بقتله ، وقطع على فرس بعلبك الخمس سكانا لمدينة أطرابلس ، ففعلوا وسكنوها وإلى غيرها من مدائن الساحل ، قال : ففتحت أطرابلس يومئذ عنوة ، فليس لأحد ممن فيهما من الأعاجم فيها حق ولا عهد (lxxxix[89]).
[13] ابن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، عن زيد بن دعكنة البهراني(xc[90]) ، أن معاوية شتى بسر بن أبي أرطأة(xci[91]) بأرض الروم ؛ بالحمة ، سنة أربع وأربعين (xcii[92]).
[14] قال : وأخبرني الوليد ، عن يزيد (xciii[93]) بن دعلبة أن معاوية بن أبي سفيان شتى في سنة خمس وأربعين عبد الرحمن بن خالد بن الوليد (xciv[94]).
[15] قال : وقال الوليد بن مسلم : سمعت سعيد بن عبد العزيز ، أو غيره ، يخبر أن معاوية شتى عبد الرحمن بن خالد سنتين في جيش مقيم بأرض الروم ، يدخل عليه القواد سنة سنة يصيف ويشتو عنده لم يغفل عنه حتى مات عبد الرحمن بأرض الروم (xcv[95]).
صفحہ 20
[16] ابن عائذ ، أخبرني الوليد ، عن زيد بن عكنة البهراني ، أن معاوية شتى في سنة ست وأربعين أبا كلثم الأزدي (xcvi[96])، وفي سنة سبع وثمان أبا عبد الرحمن القيني(xcvii[97]).
[17] محمد بن عائذ ، أخبرني الوليد ، أنا زيد بن ذعلبة البهراني ، أن معاوية بن أبي سفيان شتا في سنة سبع وأربعين مالك بن هبيرة (xcviii[98]) ، ثم غزا في سنة خمسين يزيد بن معاوية (xcix[99]).
[غزو القسطنطينية في عهد معاوية رضي الله تعالى عنه ]
[18] محمد بن عائذ ، نا الوليد ، حدثني إسماعيل بن عياش ، عن صفوان ابن عمرو(c[100]) ، قال : غزى غازية السفن إلى القسطنطينية عبد الله بن قيس بالمحرقات (ci[101]). وعن صفوان بن عمرو : أن عبد الله بن قيس لقي في مسيره إلى القسطنطينية بمحرقاته محرقات الروم على الخليج ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فهزمت محرقات المسلمين محرقات الروم ، وجاءوا بالأسارى من الروم فضرب أعناقهم يزيد بن معاوية ، والروم تنظر إليهم ، قال صفوان : فلذلك يقول زياد ابن قطران الهوزني :
هل أتاك أمير المؤمنين مصفنا
يوم المدينة يوم ذات النار
صبرا تعادي صفهم بكتيبة
خشناء كل عشية وبكار
جاءوا بشبه الفيل كوم صدرها
تكويم قصر مشرف الإجار
سوداء بل سحماء غير لونها
قعساء قد تعيا على البحار
فترمدت واجلولذت قترى لنا
صفحہ 21
شبه الجنون لشارب المصطار (cii[102]) [19] ابن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، نا إسماعيل بن عياش ، عن صفوان ابن عمرو ، عن الفرج بن يحمد ، عن بعض أشياخه ، قال : كنا مع سفيان بن عوف الغامدي (ciii[103])شاتين بأرض الروم ، فلما صفنا ، دعا سفيان الخيول ، فاختار ثلاثة آلاف ، فأغار بنا على باب الذهب ، حتى فزع أهل القسطنطينية ، وضربوا بنواقيسهم ، ثم لقونا ، فقالوا : ما شأنكم يا معشر العرب ، وما جاء بكم ؟ قلنا : جئنا لنخرب مدينة الكفر ، ويخربها الله على أيدينا ، فقالوا : ما ندري أخطأتم الحساب ، أم كذب الكتاب ، أم استعجلتم القدر ! والله إنا لنعلم أنها ستفتح يوما ، ولكنا لا نرى هذا زمانها (civ[104]) .
[20] ابن عائذ ، نا الوليد ، نا عبد الله بن لهيعة (cv[105]) ، والليث بن سعد (cvi[106]) ، عن يزيد (cvii[107]) ، عن أبي عمران التجيبي (cviii[108]) ، قال : غزونا القسطنطينية ، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر الجهني(cix[109]) ، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد (cx[110]) .
[21] ابن عائذ ، قال الوليد بن مسلم : ثنا أبو داود (cxi[111]) ، عن يونس ابن الحارث الثقفي (cxii[112]) ، قال : سمعت مشرسا (cxiii[113]) يحدث ، عن أبيه ، قال : بينا نحن وقوف على القسطنطينية إذ هتف أبو شيبة ؛ فقال : يا أيها الناس ، فأقبلت إليه ومعي ناس كثير ، فإذا نحن برجل متقنع على دابته ، وهو يقول : يا أيها الناس ، من كان يعرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني ، فأنا أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله ( ، سمعت رسول الله ( يقول : من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا ، وجبت له الجنة . ومات فدفناه مكانه (cxiv[114]).
[22] محمد بن عايذ ، نا الوليد ، ابن لهيعة ، عن يزيد يعني ابن أبي حبيب ، عن أبي عمران التجيبي ، قال : فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى غزا القسطنطينية وتوفي بها فدفن بها (cxv[115]) .
صفحہ 22
[23] ابن عائد ، نا الوليد ، نا إبراهيم بن محمد ، عن الأعمش (cxvi[116]) ، عن أبي ظبيان (cxvii[117]) ، قال : أوصى أبو أيوب أن يدفن إلى جانب القسطنطينية ، فناهضنا المدينة حتى دنونا منها ، ثم دفناه حتى أقدامنا .
قال ونا الوليد ، نا غير واحد ، منهم أبو سعيد المعيطي (cxviii[118]) : أن أهل القسطنطينية قالوا ليزيد ومن معه : ما هذا ؟! ننبشه غدا ، قال يزيد : ذا صاحب نبينا ، أوصى بهذا لئلا يكون أحد من المجاهدين ومن مات في سبيل الله أقرب إليكم منه ، لئن فعلتم لأنزلن كل جيش بأرض العرب ،ولأهدمن كل كنيسة ، قالوا : إنما أردنا أن نعرف مكانه منكم ، لنكرمنه لصحبته ومكانه ، قال : فبنوا عليه قبة بيضاء ، وأسرجوا عليه قنديلا ، قال أبو سعيد : وأنا دخلت عليه القبة في سنة مائة ، ورأيت قنديلها ، فعرفنا أنه لم يزل يسرج حتى نزلنا بهم (cxix[119]) .
[24] محمد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، قال : قال سعيد بن عبد العزيز : أغزا معاوية الناس الصوائف وشتاهم بأرض الروم ست عشرة صائفة بها ، وشتوا ، ثم يقفل ، ويدخل معقبتها ، ثم اغترهم ، فأغزاهم يزيد ابنه في جماعة من أصحاب رسول الله في البر والبحر ، حتى أجاز بهم الخليج ، وقاتلوا أهلها على بابها ، وقفل . قالوا فلم يزل معاوية على ذلك حتى مضى لسبيله(cxx[120]) .
[25] محمد بن عائذ ، قال : نا الوليد بن مسلم ، نا زيد بن ذعلبة البهراني ، أن يزيد بن معاوية استخلف ابن مكرز على شاتيته سنة خمسين ؛ يعني حين انصرف من غزو القسطنطينية في عهد أبيه معاوية (cxxi[121]).
[26] أبو عبد الله محمد بن عائذ ، أنا الوليد ، نا سعيد بن عبد العزيز ، أن أبا مسلم الخولاني (cxxii[122]) كان ممن شتى مع بسر بن أبي أرطأة ، فأدركه أجله بها ، فأتاه بسر في مرضه ، فقال له أبو مسلم : اعقد لي على من مات معك من المسلمين في هذه الغزاة ؛ فإني أرجو أن آتي بهم يوم القيامة على لوائهم .
صفحہ 23
قال : ونا ابن عائذ ، حدثني عبد الأعلى بن مسهر ، عن سعيد بن
عبد العزيز ، أن أبا مسلم الخولاني قال لبسر بن أبي أرطأة - وقد حضرته الوفاة بأرض الروم - : اعقد لي على من مات ها هنا ، قال : رجاء أن يبعث عليهم.
قال : ونا ابن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، قال : وقد أخبرني صاحب لنا يقال له أحمد بن الحسن ، أنه بلغه أن معاوية بن أبي سفيان شتى بسر بن أبي أرطأة سنة إحدى وخمسين (cxxiii[123]).
[27] محمد بن عائذ ، قال : قال الوليد : قال زيد : وفي سنة إحدى وخمسين غزا فضالة بن عبيد الأنصاري الشاتية (cxxiv[124]).
[28] محمد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، أخبرني صاحب لنا يقال له : أحمد بن الحسن ، أنه بلغه أن معاوية بن أبي سفيان شتى عبد الرحمن بن أم الحكم سنة اثنتين وخمسين بأرض الروم (cxxv[125]).
[29] ابن عائذ ، قال : قال الوليد : فأخبرني من سمع إسماعيل بن عبيد ابن نفيع أن معاوية أغزى عبد الرحمن ابن أم الحكم أرض الروم ، وكان فيها ، ووفد ابن هرقل خصيا له يريد معاوية على الصلح ، على أن تجعل له ضواحي أرض الروم ، على أن يكف الجنود ولا يغزيهم ، فأجابه معاوية إلى ذلك ، فأرسل معه اثني عشر رجلا من حرسه ، نفيع أبو إسماعيل أحدهم ، فانطلقوا مع الخصي حتى أتوا عبد الرحمن بكتاب معاوية برأيه ، فخلى سبيل من كان معه من السبي ، ونفذ رسل معاوية إلى ابن هرقل ، فلما دخلوا عليه ، وقرأ كتابه ، جعل ينفخ ، ويقول : اضطر معاوية ، أرسلت إليه لا رجل ولا امرأة ! أناأعطيه ضواحي الروم بخدعة ! أنااعطيه ضواحي الروم ! وقتل تسعة من الرسل ، واستبقى نفيعا وابنه ، فحبسهم في سجنه ، وبلغ معاوية الخبر ، فأمر عبد الرحمن بالمقام بأرض الروم (cxxvi[126]) .
[30] قال : ونا ابن عائذ ، قال : فأخبرني الوليد بن مسلم ، عن زيد بن ذعلبة ، قال : ثم شتا محمد بن عبد الله سنة ثلاث وخمسين (cxxvii[127]).
صفحہ 24
[31] ابن عائذ ، أخبرني إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن يزيد (cxxviii[128]) ، عن زيد بن أبي أنيسة (cxxix[129]) ، عن عقبة بن رافع ، قال : غزوت مع عمي الصائفة ، وعلينا معن بن يزيد الخفافي (cxxx[130]) - من أصحاب النبي [ (] - ، فنزل منزلا حتى أشفينا على أرض العدو ، فقام في الناس ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، فقال : يا أيها الناس إنا لا نريد أن نقسم الغنم والعلف وأشباه ذلك ، فخذوا منه ما أحببتم فقد أحللناكم منه (cxxxi[131]) .
[32] قال : ونا ابن عائذ، نا الوليد، قال : قال زيد بن دعكنة: ثم شتا سفيان بن عوف سنة أربع وخمسين ، قال : ونا ابن عائذ ، قال : وحدثني عبد الأعلى ، عن سعيد بن عبد العزيز : أن سفيان بن عوف ، أو مالك بن عبد الله ، شك سعيد ، كان يركب الثقل وهو أمير الصائفة (cxxxii[132]).
[33] محمد بن عائذ ، نا الوليد ، قال : وقد بلغنا أن سفيان ؛ يعني ابن عوف ، هلك ، واستخلف عبد الرحمن بن مسعود (cxxxiii[133]) ، يعني على الصائفة ، قال أبو عبد الله ابن عائذ : فسمعت غير الوليد ينشد هذه الأبيات :
أقم يا ابن مسعود قناة صليبة
كما كان سفيان بن عوف يقيمها
وسم يا ابن مسعود مدائن قيصر
كما كان سفيان بن عوف يسومها
وسفيان قرم من قروم قبيلة
تضيم وما في الناس حي يضيمها
قال : وأنا ابن عائذ ، قال : فحدثني الوليد بن مسلم ، عن زيد بن ذعبلة البهراني ، أن ابن مسعود شتا سنة خمس وخمسين (cxxxiv[134]) .
[34 ] قال ابن عائذ : فسمعت عبد الأعلى يحدث ؛ قال : غضب معاوية على ابن مسعود في شيء ، فقال له : هلا فعلت كما فعل سفيان بن عوف ، فقال : يا أمير المؤمنين ، وأين أنا من سفيان بن عوف ، قال : عفونا عنك ؛ بمعرفتك فضل سفيان ، وقد قيل : إن المستخلف عبد الله بن مسعود ؛ المعروف بابن مسعدة ، أخا عبد الرحمن (cxxxv[135]).
صفحہ 25
[35] محمد بن عائذ ، قال : قال الوليد : أخبرني إسماعيل ، وغيره ، أنه كان في كتاب معاوية إلى عبد الله بن قرط (cxxxvi[136]) ؛ بلغني كتابك في مواضع رايات الأجناد المعلومة ، فهي على مواضعها الأولى ، فإذا حضر أهل الشام جميعا ، فأهل دمشق وحمص ميمنة الإمام (cxxxvii[137]).
[36] قال ابن عائذ ، قال : كان معاوية ولاه [ أي عبد الله بن قرط ] حمص ، فحدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني ، قال : سمعت يوسف بن الحجاج (cxxxviii[138]) ، يقول : سمعت جنادة بن مروان يقول : عن أشياخه ، أن عبد الله بن قرط - وهو وال على حمص - خرج يحرس ليلة على شاطئ البحر ، فلقيه ماثور الروم فقتله عند الموضع ، الذي يسمى برج ابن قرط - وهو فيما بين بانياس ومرقية - (cxxxix[139]). قال : وسمعت سليمان البهراني يقول : سمعت العلاء بن يزيد الثمالي يقول : سمعت أشياخنا من وأهل بيت يحدثون [كذا] : أن عبد الله بن قرط خرج يعس - وهو وال على حمص - على شاطئ الساحل ، فنام على فرسه لم يشعر حتى أخذته الروم فقتلته في هذا الموضع ، يعني عند برج ابن قرط (cxl[140]).
[37] ابن عائذ ، ثنا الوليد ، حدثني يعني ابن علاف (cxli[141]) ، عن يزيد بن عبيدة ، قال : وفي سنة سبع وخمسين شتى يزيد بن شجرة أرض الروم (cxlii[142]).
[38] محمد بن عائذ ، حدثني الوليد ، عن زيد بن ذعلبة البهراني ، قال : ولي مالك بن عبد الله سنة سبع وخمسين . وحدثني غير زيد أن مالك بن عبد الله الخثعمي(cxliii[143]) شتى بالناس بأرض الروم سنة ست وخمسين بأرض الروم [كذا].
[39] ابن عائذ ، قال الوليد : حدثني منير بن الزبير (cxliv[144]) ، عن عبادة بن مكي (cxlv[145]) ، أن مالكا ولي الصوائف حتى سماه المسلمون مالك الصوائف . قال : ونا الوليد بن مسلم ، حدثني ابن جابر ، أن مالك بن عبد الله كان يلي الصوائف حتى عرفته الروم بذلك (cxlvi[146]).
صفحہ 26
[40] قال بقي : وكتب إلي بكار بن عبد الله ، عن محمد بن عائذ ، قال : حدثني الوليد ، قال : حدثني غير يزيد ، قال : وفي سنة ثمان وخمسين شتى عمرو بن مرة (cxlvii[147]) البذبذون (cxlviii[148]) ، وأغار الحصين بن نمير على صائفة الروم (cxlix[149]).
[41] قال : وكتب إلي بكار بن عبد الله ، عن محمد بن عائذ ، عن الوليد ، عن رجل ، قال : وفي سنة تسع وخمسين شتى جنادة بن أبي أمية بأرض الروم (cl[150]).
[42] ابن عائذ ، نبأنا الوليد ، حدثنا ابن لهيعة ، عن مسلم بن زياد(cli[151]) ، عن سفيان بن سليم ، أنه أخبره عن جنادة بن أبي أمية الأزدي (clii[152]) ، أن معاوية كتب إليه يأمره بالغارة على جزيرة البحر بمن معه ، وذلك في الشتاء بعد إغلاق البحر ، فقال جنادة : اللهم إن الطاعة علي وعلى هذا البحر ، اللهم أنا أسألك أن تسكنه ، وتسيرنا فيه ، فزعموا أنه ما أصيب فيه أحد انتهى (cliii[153]).
[43] ابن عائذ ، قال : قال محمد بن شعيب (cliv[154]) : نا نصر بن حبيب السلامي (clv[155]) ، قال : كتب معاوية إلى مالك بن عبد الله الخثعمي ، وعبد الله ابن قيس الفزاري (clvi[156]) ؛ يصطفيان له من الخمس ، فأما عبد الله فأنفذ كتابه ، وأما مالك فلم ينفذه ، فلما قدما على معاوية بدأه في الإذن وفضله في الجائزة ، وقال له عبد الله : أنفذت كتابك ولم ينفذه ، وبدأته في الإذن وفضلته في الجائزة، فقال : إن مالكا عصاني وأطاع الله ، وإنك عصيت الله وأطعتني ، فلما دخل عليه مالك ، قال : ما منعك أن تنفذ كتابي ؟ قال : ما كان أقبح بك وبي أن نكون في زاوية من زوايا جهنم ؛ تلعنني وألعنك ، وتلومني وألومك ، وتقول لي : هذا عملك ، وأقول : هذا عملك (clvii[157]) .
صفحہ 27
[44] ابن عائذ ، نا إسماعيل بن عياش ، عن عطية بن قيس (clviii[158]) ، عن بعض من كان يلزم مالك بن عبد الله الخثعمي بأرض الروم ، قال : أيقنته ؛ فما وجدت منه ريح طيب في شيء من أرض الروم ، حتى أجاز الدرب قافلا ، فذكرت ذلك له ، قال مالك : وحفظت مني ؟ قال : نعم ، قال : ما كان يسوغ لي أنا أتطيب ، لما يهمني من أمر رعيتي حتى سلمهم الله ، فلما سلمهم الله وأمنت ، تطيبت (clix[159]).
[45] ابن عائذ ، نا عبد الأعلى بن مسهر ، عن عقبة (clx[160]) ، عن الأوزاعي (clxi[161]) ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني (clxii[162]) ، عن أبيه ، قال : غزونا مع مالك ؛ فحاصرنا حصنا ففتحه الله ، وأصيب رجل من المسلمين ، فجعل الناس يهنؤونه ، وهو يقول : يا ليت الرجل لم يقتل ، ويا ليت الحصن لم يفتح ، وكان صائما لم يفطر ، وأصبح صائما والناس يعزونه ، وهو يقول : يا ليت الرجل لم يقتل ويا ليت الحصن لم يفتح (clxiii[163]) .
[46] ابن عائذ ، نا إسماعيل بن عياش ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن عطية بن قيس ، عن مالك بن عبد الله ، أنه كان معه يغزو ، فإذا هو بشجرة الفاكهة ، فضرب بسوطه ، ثم قال : .. الفاكهة ، ولا تقطعوا شجرا مثمرا ؛ فإنه لكم منفعة في غزوكم قابل (clxiv[164]) .
[47] ابن عائذ ، سمعت محمد بن شعيب يحدث ؛ أن مولى لمالك بن عبد الله دخل الحمام معه ، وأنه نظر إلى كتاب في فخذ مالك ؛ ( مالك عدة لله ) ، قال : فلما رآني أجمح نحوه ، قال : ما تنظره ، والله ما كتبه بشر (clxv[165]).
صفحہ 28
[48] وكتب إلي بكار بن عبد الله ، عن محمد بن عائذ ، قال : وحدثنا غير الوليد بأمراء معاوية على الصوائف ، فكتبت ذلك على ما سمعت ... من ذلك ؛ ما حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، عن سعيد بن حنظلة (clxvi[166]) ، أن معاوية بن أبي سفيان أمر عمرو بن معاوية العقيلي(clxvii[167]) على الصائفة ، فلما قدم سأله عما بلغ الخمس ، فأخبره ، فقال : أين هو ؟ قال عمرو : تسألني عن الخمس - وأرى رجلا من المهاجرين يمشي على قدميه لا أحمله - فقال معاوية : لا جرم ، لا تنالها ما بقيت ، قال : إذا لا أبالي ، وأنشأ يقول :
تهادي قريش في دمشق غنيمتي
وأترك أصحابي فما ذاك بالعدل
ولست أميرا أجمع المال تاجرا
ولا أبتغي طول الإمارة بالبخل
فإن يمسك الشيخ الدمشقي ماله
فلست على مالي بمستغلق قفلي(clxviii[168])
[49] قال محمد بن عائذ ، وحدثني إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي حسبة : أن عمرو بن معاوية العقيلي كان وهو على الجيش ينزل فيواسي أصحابه بسوق السبي والجزور والرمك (clxix[169]) ، مشمرا عن ساقيه (clxx[170]).
[50] قال محمد ، وحدثني مروان بن محمد ، عن رشدين بن سعد (clxxi[171]) ، عن الحسن بن ثوبان (clxxii[172]) ، عن يزيد (clxxiii[173]) : أنه كان على أهل الشام منقلبه عبد الله بن قيس الفزاري ، وعلى أهل مصر عوام اليحصبي ، وعلى أهل المدينة عبد العزيز بن مروان ، وعوام على الجماعة (clxxiv[174]).
[51] قال محمد ، وحدثني مروان بن محمد ، عن رشدين بن سعد ، عن الحسن بن ثوبان ، قال: قال يزيد : ففتح عبد الله بن قيس الفزاري منقبة في خلافة معاوية ، فكانت غنائمهم يومئذ مائة دينار وأوقية تبر وقمقم صفر(clxxv[175]) ، قال : فلم أسأل مروان عن هؤلاء الأمراء الذين ذكر في الحديث الأول ، أفي هذه الغزاة كانوا جميعا ، أم كانت هذه غزاة قبلهم ؟ (clxxvi[176]).
صفحہ 29
[52] قال محمد ، وحدثني الوليد بن مسلم ، قال : كان آخر ما أوصاهم به معاوية أن شدوا خناق الروم، فإنكم تضبطون بذلك غيرهم من الأمم . قال الوليد : مات معاوية في رجب سنة ستين ، وكانت خلافته تسع عشر سنة ونصف سنة. قال محمد : وحدثني الواقدي ؛ أن معاوية مات وهو ابن ثمان وسبعين (clxxvii[177]).
[53] قال محمد : قال الوليد بن مسلم : ولي يزيد بن معاوية ، فغزا في ذلك العام مالك سورية (clxxviii[178]).
[54] ابن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، نا يحيى بن حمزة (clxxix[179]): أن يزيد بن معاوية أغزى يزيد بن أسد (clxxx[180]) أرض الروم ،ففتح قيسارية أرض الروم(clxxxi[181])، وسبى منها خمسة وأربعين ألفا (clxxxii[182]).
[55] وكتب إلي بكار بن عبد الله ، عن محمد بن عائذ ، عن الوليد بن مسلم ، قال : وفي سنة إحدى وستين كانت غزوة مالك بن عبد الله الصائفة ؛ غزوة قونية (clxxxiii[183]).
[56] كتب إلي بكار، عن محمد بن عائذ، وكان الجوع فترك أهل الشام الغزو سنة ثمان وستين (clxxxiv[184]).
[57] كتب إلي بكار ، عن محمد بن عائذ ، قال : تخلف أهل الشام عن الغزو عام الردغة ، فأخذ خمس أموالهم من العطاء سنة سبعين (clxxxv[185]).
صفحہ 30
[58] محمد بن عائذ ، قال : قال الوليد : وأخبرني غير واحد أن طاغية الروم لما رأى ما صنع الله للمسلمين منعة مدائن الساحل [كذا] ، كاتب أنباط جبل لبنان واللكام ، فخرجوا جراجمة فعسكروا بالجبل ، ووجه طاغية الروم فلقط البطريق في جماعة من الروم في البحر ، فسار بهم حتى أرساهم بوجه الحجر ، وخرج بمن معه حتى علا بهم على جبل لبنان ، وبث قواده في أقصى الجبل حتى بلغ أنطاكية وغيرها من الجبل الأسود ، فأعظم ذلك المسلمون بالساحل حتى لم يكن أحد يقدر يخرج في ناحية من رحا ولا غيرها إلا بالسلاح . قال الوليد : فأخبرنا غير واحد من شيوخنا أن الجراجمة (clxxxvi[186]) غلبت على الجبال كلها من لبنان وسنير(clxxxvii[187]) ، وجبل الثلج وجبال الجولان ، فكانت باسبل مسلحة لنا في الرقاد ، وعقربا الجولان مسلحة ، حتى جعلوا ينادون عبد الملك بن مروان من جبل دير المران (clxxxviii[188]) من الليل ، حتى بعث إليهم عبد الملك بالأموال ليكفوا ، حتى يفرغ لهم ، وكان مشغولا بقتال أهل العراق ومصعب ابن الزبير وغيره . قال : ثم كتب عبد الملك إلى سحيم بن المهاجر في مدينة أطرابلس يتوعده ، ويأمره بالخروج إليهم ، فلم يزل سحيم ينتظر الفرصة منهم ، ويسأل عن خبرهم وأمورهم حتى بلغه أن ( فلقط ) في جماعة من أصحابه ، في قرية من قرى الجبل ، فخرج سحيم في عشرين رجلا من جلداء أصحابه ، وقد تهيأ بهيئة الروم ؛ في لباسه وهيئته وشعره وسلاحه متشبها ببطريق من بطارقة الروم قد بعثه ملك الروم إلى جبل اللكام في جماعة من الروم ، فغلب على ما هنالك ، فلما دنا من القرية خلف أصحابه ، وقال انتظروني إلى مطلع كوكب الصبح ، فدخل على فلقط وأصحابه وهم في كنيسة يأكلون ويشربون ، فمضى إلى مقدم الكنيسة فصنع ما يصنعه النصارى ؛ من الصلاة والقول عند دخول كنائسها ، ثم جلس إلى فلقط ، فقال له : من أنت ؟ فانتمى إلى الرجل الذي يتشبه به ، فصدقه ، وقال له : إني إنما جئتك لما بلغني من جهاز سحيم وما اجتمع به من الخروج إليك لأخبرك به ، وأكفيك أمره إن أتاك ، ثم تناول من طعامهم ، ثم قال لفلقط وأصحابه : إنكم لم تأتوا ها هنا للطعام والشراب ، ثم قال لفلقط : ابعث معي عشرة من هؤلاء من أهل النجدة والبأس حتى نحرسك الليلة ، فإني لست آمن أن يأتيك ليلا ، فبعث معه عشرة ، وأمرهم بطاعته ، فخرج بهم إلى أقصى القرية ، وقام بهم على الطريق الذي يتخوفون أن يدخل عليهم منه ، فأقام حارسا منهم ، وأمر أصحابه فناموا، وأمر الحارس إذا هو أراد النوم أن يوقظ حارسا منهم وينام هو ، فحرس الأول، ثم أقام الثاني ، ثم قام سحيم الثالث ، ثم قال : أنا أحرس فنم ، فلما استثقل نوما قتلهم بذبابة سيفه رجلا ، رجلا ، فاضطرب التاسع ، فأصاب العاشر برجله فوثب إلى سحيم ، فاتحدا ، وصرعه الرومي ، وجلس على صدره ، واستخرج سحيم سكينا في خفة فقتله بها ، ثم أتى الكنيسة ، فقتل فلقط وأصحابه رجلا ، رجلا ، ثم خرج إلى أصحابه العشرين ، فجاء بهم فأراهم قتله من قتل من الحرس ، وفلقط ، ومن في الكنيسة ، ووضعوا سيوفهم فيمن بقي ، فنذر بهم من بقي منهم ، وخرجوا هرابا حتى أتوا سفنهم بوجه الحجر، فركبوها ، ولحقوا بأرض الروم، ورجع أنباط جبل لبنان إلى قراهم (clxxxix[189])
[59] محمد بن عائذ ، قال : وفي سنة ست وسبعين غزا عمرو بن محرز الأشجعي (cxc[190]) على الصائفة ففتح هرقلة (cxci[191]).
[60] محمد بن عائذ ، حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : وفي سنة سبع وسبعين غزا الوليد بن عبد الملك وحضر فتح صملة (cxcii[192]).
[61] ابن عائذ ، قال : وفي سنة ثمان وسبعين غزا يحيى بن الحكم مرج الشحم (cxciii[193]).
[62] محمد بن عائذ ، قال : وفي سنة إحدى وثمانين غزا عبيد الله بن مروان وفتح حصن سنان ، وأصيبت الروم (cxciv[194]) .
صفحہ 32
[63] ابن عائذ ، قال : وفي سنة ثلاث وسبعين كانت غزوة محمد بن مروان (cxcv[195]) سبيسطة فواقع الروم فهزمهم . وفي سنة أربع وسبعين غزا محمد ابن مروان أندرلية (cxcvi[196]). وفي سنة خمس وسبعين غزا محمد بن مروان الصائفة(cxcvii[197]) . وفي سنة ثلاث وأربع وثمانين غزا عبد الله بن عبد الملك (cxcviii[198]) الصائفة ، وغزا محمد بن مروان فواقع الروم وأهل أرمينية ، فهزمهم الله . وفي سنة خمس وثمانين غزا محمد بن مروان أرمينية فسار فيها وتطرف . وفي سنة ست وثمانين غزا محمد بن مروان الشاتية ، فأصيب الناس بالمصيصة . وفي سنة سبع وثمانين غزا محمد بن مروان أرمينية (cxcix[199]) .
صفحہ 33
[64] محمد بن عائذ ، قال : قال الوليد : فأخبرني الليث - يعني الفارسي - (cc[200]) وغيره من أهل مدينة أطرابلس : أن الروم هربت من جبل لبنان ، ثم لم تخرج في البحر في زمان عبدالملك ، حتى خرجت في سفنها إلى مدينة أطرابلس ؛ خرجت في سفن كثيرة ، حتى خرجت على وجه الحجر ، فجعلت على عقبة وجه الحجر (cci[201]) خمسين سفينة ، وأمرهم أن يأخذوا بالعقبة، فيمنعوا الغوث والمدد ، أن يجيروهم ، وجعلوا بينهم وبين فتحهم مدينة أطرابلس ، والقفول إذا رأوا النار ظاهرة في مدينة أطرابلس ، أقبلوا إليهم ، ليقفلوا جميعا ، ومضى صاحبهم بجماعة سفنه حتى أتى أطرابلس ، ووافى كل أهلها غزاة في البحر ليس فيها إلا نفر يسير ، وفيهم سحيم بن المهاجر ، وليس بوال عليها ، ففزع إليه الوالي ، فأمر مناديا ، لا يظهرن أحد منكم على الحائط فيرهبكم كثرتهم ، وتجرؤهم عليكم قبلتكم ، والصلاة جامعة ، فاجتمعوا في المسجد ، فأمرهم فعدوا مقاتلتهم فوجدوهم خمسين ومائة مقاتل ، سوى أهل السوق وضعفة الناس ، وأمر ببروجها وما بين كل برجين من الشرفات فحسب، ثم فرق من فيها على كل برج بحصته وعدة من يكون بين كل برجين، ومن يقوم على باب الميناء ، ومن يكون على بابها في البحر ، فاستقل عدة المقاتلة ، فأمر بألوان الثياب فأتي بها ، فألبس جماعة فشحن البرج وما بينه وبين الآخر من الشرفات ، فلبسوا ألوانا من الثياب ، وعقد لرجل منهم ، وأمرهم أن يذهب بهم جميعا حتى يظهر على برج ويقيمهم على الشرفات ، فإذا رأوهم ، وعلموا أنهم قد شحنوا ذلك البرج بالرجال قاموا مليا ، ثم يثبت عدة منهم قياما، ويحبس البقية فيرجعوا اليه ، فشحن البرج الثاني لونا آخر من الثياب جماعة ، وعقد لرجل منهم ، وأمره فصنع مثل ما صنع أهل البرج الأول ، حتى شد بروجه رأي العين ، فاستقصد من استقصد للباب والميناء ، ونزلت الروم فيما بين الميناء الى النهر ، نحوا من ثلاثة أميال ، ثم أقبلت إلى ما يلي من البر ، ووجه المقابل فحفروا خندقا لهم ، وبنوا دون الخندق حائطا يسترهم من النشاب والمجانيق ، فقاموا خلفه ، ودنت طائفة بالدبابات حتى لصقوا ببرجها الشرقي ، فنقبوا وغلقوه ، فوافى نقبهم دواميس من عمل الروم تحت المدينة يدخل بعضها الى بعض لا منفذ لها الى المدينة ، فتحيروا فتركوه ، وأقبل عبد الرحمن بن سليم الكلبي (ccii[202]) من بيروت ، وكان واليا على جماعة ساحل دمشق ، بالخيول مغيثا فوافى الذين على العقبة ، فمنعوه من الإجازة ، وأقبل أهل حمص في ستة آلاف، عليهم الصقر بن صفوان ، حتى نزلوا مرج السلسلة ، ووافى جماعة من الروم على عقبة السلسلة ، وخرجت طائفة من الروم إلى كنيسة أطرابلس إلى خارج منها ، ليصلوا فيها ، فمروا بكنيسة اليهود ، فحرقوها ، فلما رأى ذلك الذي على عقبة وجه الحجر من النار أقبلوا على أصحابهم ، وخلوا العقبة ، حتى اتوا أصحابهم ، وقد أسروا أهل المدينة بطريقا يناسب طاغيتهم فهو في أيديهم ، فأعظموا ذلك ، وبعث عبد الرحمن الكلبي حين اجتاز العقبة سعيد الحرشي(cciii[203]) وكان ديوانه يومئذ بدمشق إلى أهل أطرابلس يعلمهم مجيئهم ، فأشرف على نشز من الأرض ، فرآه أهل المدينة ، فأومأ إليهم بفتح باب المدينة ، وشد على صف الروم فخرقه ، ودخل المدينة ، فبشرهم بعبدالرحمن بن سليم ومن معه ، وبعث الروم إلى عبد الرحمن ألا نجيزك إلى المدينة ، على ان ترد إلينا صاحبنا ، ونرحل عنك ، قال : ففعل ، على أن لا يغيروا على شيء من أرض المسلمين في عامهم هذا ، فرحلوا ومضوا (cciv[204]).
صفحہ 35
[65] وثنا ابن عائذ ، أنبأنا الوليد ، قال : وأنبأنا غير واحد من مشيختنا : أن محمد بن مروان لم يزل واليا لعبد الملك على الجزيرة وأرمينية ، يقاتل خوارج الجزيرة ، وأهل جبال أرمينية وخزر ومن يليهم من تلك الأمم ، حتى توفي عبد الملك ، وولى ابنه الوليد بن عبد الملك الخلافة ، فدعا إلى عزل محمد بن مروان والولاية إلى عمله من الجزيرة وأرمينية ، فلم يقدم عليه أحد منهم ، فأجابه إلى ذلك مسلمة بن عبد الملك ، فسار إليها ، وغزا كل من كان بالباب من الأتراك ، فحاصرهم ورماهم بالمنجنيق ، حتى فتحها الله ، فأخرج أهلها ، وثلم حائطها (ccv[205]).
[ فتح حصن الطوانة ](ccvi[206])
[66] محمد بن عائذ ، قال : وأخبرني الوليد ، قال : وحدثني من أصدق حديثه من مشيخة قريش : أنه بلغه أن الوليد بن عبد الملك لما عزم على غزو الطوانة ،كاتب طاغية الروم بكتب أمر صاحب أرمينية أن يكتب بها إليه ؛ مما اجتمعت به خزر من غزوة وقلة من معه وكثرة من يتخوفه من خزر ومن تأشب إليهم من ملوك جبال أرمينية ومن فيها من الأمم المخالفة للإسلام ، ففعل ذلك صاحب أرمينية ، وتابع كتبه ، وقطع الوليد البعث على أهل الشام إلى أرمينية ، وأكثفه ، وجهزه ، وقواه ، واستعمل عليه مسلمة بن عبد الملك ، وأعانه بالعباس بن الوليد(ccvii[207]) ، حتى يبلغ من جهازهم ما يريد ، ثم سيرهم إلى الجزيرة، ثم أعطفهم إلى أرض الروم ، ثم أمرهم بالنزول على الطوانة .
صفحہ 36